وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال السید نصر الله انه سیتحدث عن سماحته ومنهاجه من زاویة حاجتنا نحن الفقراء الیه، مشیراً الى انه بعد انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران انفتحت امام المسلمین وخصوصاً امام الشباب عوالم وآفاق جدیدة لم تکن معروفة من جملتها ما یتعلق بالعرفان والسیر والسلوک والاهتمام بالأبعاد الروحیة والمعنویة والأخلاقیة، واصبح بعد انتصار الثورة موضع اهتمام الکثیرین وبشغف وحب کبیرین.
واضاف ان هذا الطلب استلزم من کل الطالبین والعاشقین ان یبحثوا عن ما یتصل بهذا الاتجاه سواء ما یرتبط بالجوانب النظریة او العملیة او الارشادات والبرامج وکذلک البحث عن الشخصیات الممیزة من العرفاء ومؤلفاتهم ومناهجهم. وبالفعل بعد انتصار الثورة الاسلامیة وهذا المستجد الفکری والثقافی طبعت کتب لم تکن مطبوعة واعید طباعة ما کان قد نسی والفت کتب جدیدة وحصل تحول مهم جداً على هذا الصعید کما قدمت دراسات وابحاث جدیدة وتم اصدار مجلات متخصصة وقُدم أشخاص من الاحیاء على انهم عرفاء واولیاء وقادرون على الاخذ بید الطالبین والراغبین وهدایتهم وایصالهم الى الهدف.
واشار الى عدة مشاکل کانت قائمة:
-الکتب التی أعیدت طباعتها کانت تخصصیة ولغتها متخصصة وأحیانا معقدة ولا یفهمها الا من تفرغ سنوات عدیدة للدراسة الدینیة وهذا ادى الى حرمان جیل الشباب وعامة الناس من الاستفادة.
-تعدد المسالک والاتجاهات والاراء وتعارضها احیانا مما یضع الانسان الطالب فی حیرة.
-دخول افکار غریبة فی بعض الکتب عن الاسلام والقرآن وسیرة النبی والمعصومین علیهم السلام تأثراً بالافکار الهندیة والیونانیة وغیرها مما یجعل التمییز بینها وبین الافکار الاسلامیة الاصیلة صعبا على جیل الشباب.
-الاهم والاخطر صعوبة التمییز بین الرجال المتصدین او المعروفین فی هذا المجال بسبب وجود ادعات کاذبة.
واضاف سماحته: یوجد تعبیر شائع یصف بعض هؤلاء المدعین انهم اصحاب دکاکین کما هی الیوم الادعاءات المفتوحة حول علامات الظهور وتطبیق علامات الظهور .. وهذا سفیر خاص وهذا الیمانی وهذا ابن المهدی وهذا حفید المهدی... واکد ان المسالة هنا خطیرة جدا لأنها ترتبط بدینی ودینک وایمانی وایمانک وآخرتی وآخرتک.
واکد السید نصر الله ان الشخص الذی یجب أن اختاره مرشداً ومرجعاً لی فی هذا الطریق، یجب ان اکون محتاطاً وعلى درجة عالیة من الدقة والحذر فی اختیاره حتى أکثر من اختیار مرجع التقلید نتیجة حساسیة هذا الأمر وخطورته.
واشار الى ان هذا الشخص یجب ان یکون على درجة عالیة من العلم والفقاهة وعلى درجة عالیة من الجد والاجتهاد والتقوى والورع وان یکون سالکا وواصلاً وعندما یصل الى اعلى الدرجات یتحدث من موقع التجربة والحرکة الحقیقیة.
واعطى مثالا انک عندما ترید ان تقود جیشا او تبحث عن قائد لجیش او مقاومة ترید ان تصل الى اعلى القمم یجب ان تختار لها مدیراً ومرشداً وقائدا لدیه المعرفة النظریة بکل ما یرتبط بالقتال من استراتیجیات وتکتیکات ومعرفة امکانیات العدو وتکتیکاته ومعرفة الامکانات المتاحة ومعرفة الجغرافیا وحرکة العدو.. من خاض هذه الحروب هو الذی یستطیع ان یقودک الى قمة الهدف بأقل الخسائر وافضل نتائج متوقعة ، أما من لا خبرة له حتى لو کان له معرفة نظریة ولکن لم یمش فی واد ولم یصعد الى جبل ولم یواجه کمینا ولم یقاتل عدوا ولم یقم بقیادة مجموعة صغیرة کیف له ان یقود فرقا؟
واضاف: هنا فی مسالة السیر والسلوک والعرفان المسألة أخطر من هذا بکثیر ومع ذلک نحن فی المسائل الحیاتیة الحساسة نبحث عن العالم الخبیر الموثوق فلا یجوز فی عالم السیر والسلوک ان نلقی بأنفسنا الى احضان من لا یتمتع بهذه المواصفات.. من کان کذلک تستطیع ان تسلم له عقلک وروحک وسیرک ومصیرک ولا یجوز التساهل فی هذا الأمر على الاطلاق.
واشار الامین العام لحزب الله الى ان أمام هذه الحاجات الروحیة وامام هذه المخاطر والمشاکل وفی الزمن الذی یکون القابض على دینه کالقابض على الجمر تجد نفسک بین یدی نعمة إلهیة عظمى تتمثل بولی الله العارف الکامل الفقیه المرجع سماحة ایة الله العظمى الشیخ محمد تقی بهجت قدس سره الذی اجمع الکل على عظمة روحه وشموخ مقامه وصفائه ونقائه وفقهه وکراماته الکثیرة، فإذا کان للعاشق الواله والطالب الحیران ان یلوذ فی هذا الزمن الصعب، فبه یلوذ والى هذا الولی یلجأ وبنوره یهتدی وخلفه یسلک واثق الخطى انه یمضی فی الصراط المستقیم.
وقال ان لنهج سماحته ممیزات مهمة جداً:
-الاصالة الاسلامیة حیث لا تجد لا فکرا ولا عبارة دخیلة فی کل کتبه وتوجیهاته.
-الوضوح وعدم التعقید والتیسیر للخواص والعوام.
-ومن الممیزات الاختصار فلا تسمع له محاضرات طویلة ولا طروحات معقدة.
واکد السید نصر الله ختاماً ان ما نحتاجه ان نتعرف على هذه الشخصیة الاستثنائیة وتعریفها للناس لحاجتنا وحاجة الناس الیها ، واننا نحتاج ان نعرّفه بالناس لنتهدی بهداه ونمشی فی دربه عسى ان نصل الى بعض ما وصل الیه، مؤکدا على ضرورة استمرار التعریف بسماحته ونهجه وأفکاره وارشاداته.
المصدر: المنار