وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أن الأسر تتبضع ما یلزمها من توابل ومستلزمات لتحضیر الحلویات، وما تحتاجه من أوانی منزلیة، من المحلات المنتشرة بکل أرجاء العاصمة الإسبانیة، مما یخلق انتعاشاً لدى أصحابها فی هذا البلد، حیث لا زالت الأزمة الاقتصادیة تلقی بضلالها، خاصة على الجالیات الأجنبیة المقیمة هنا.

وطقوس رمضان فی مدرید لا تختلف عن غیرها فی باقی مدن إسبانیا، حیث یقیم نحو ملیون مغربی، یبدؤون إفطارهم، بعد أداء صلاة المغرب، بالتمر والحلیب، ثم الأطباق والوجبات التقلیدیة من "حریرة" و"شباکیة" و"ملاوی" و"السفوف" وغیرها.

ولعل ما یجمع بین مسلمی مدرید، وإسبانیا عموما، بالإضافة إلى الصوم، ترددهم على المساجد، البالغ عددها فی هذا البلد، الذی یعد بوابة الإسلام فی أوربا، نحو 300 مسجد ومصلى، وأکبرها یوجد فی العاصمة مدرید وهو المرکز الإسلامی الثقافی، المعروف اختصارا بمسجد "إمی ترینتا".

وتسهم الجمعیات الإسلامیة بدورها فی تنشیط لیالی المسلمین خلال هذا الشهر الفضیل، التی تتوزع بین أداء الشعائر الدینیة والإقبال على الدروس والمحاضرات التی یلقیها أئمة ووعاظ بینهم مغاربة جاؤوا لتأطیر الجالیة المسلمة فی الحقل الدینی.

ویقوم بعضها بتنظیم برامج خاصة من قبیل الإفطارات الجماعیة التی یؤمها المسلمون وغیر المسلمین، مشکلة بذلک فسحة للتلاقی والتحاور والتعایش والتعرف على شعائر الدین الإسلامی بالنسبة لغیر المسلمین، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضایا الجالیات الإسلامیة فی المهجر.

وتبقى میزة شهر رمضان لهذه السنة 2015، کما سابقتها، هی صعوبة الإمساک بالنسبة لعدد من المسلمین خلال أیام الصیف الحارة، لاسیما کبار السن منهم، فدرجات الحرارة تجاوزت فی بعض مناطق إسبانیا الأربعین درجة، کما هو الحال فی العاصمة مدرید.

ومجمل القول فإن لرمضان بمدرید، وفی غیرها من المدن التی لازالت الآثار الأندلسیة شاهدة فیها على الحضارة الإسلامیة، نکهة خاصة، فهو لحظة تجمع بین الدینی والإنسانی، وبین الخلوة والمجالسة، وبین الأخذ والعطاء، شهر لصلة الرحم بین مسلمی هذا البلد.

المصدر: صحیفة هیسبریس المغربیة