وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أن عباد الله الصّالحین وهم عباد الرحمن الذین ورد ذکر صفاتهم فی مواقع کثیرة بالقرآن الکریم منها ما ذکره الله سبحانه وتعالى فى سورة الفرقان «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا* وَالَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِیَامًا*..... وَالَّذِینَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَلَمْ یَقْتُرُوا وَکَانَ بَیْنَ ذَلِکَ قَوَامًا* وَالَّذِینَ لَا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا یَزْنُونَ وَمَنْ یَفْعَلْ ذَلِکَ یَلْقَ أَثَامًا*.... وَالَّذِینَ لَا یَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِرَامًا* وَالَّذِینَ إِذَا ذُکِّرُوا بِآیَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْهَا صُمًّا وَعُمْیَانًا* وَالَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّیَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَامًا»، آیات من 63 إلى 74.
وهذه الصّفات التی ذکرها الله سبحانه تعالى لمن أراد أن یکون من عباد الرحمن فهی تجمع بین أمور عقائدیّة وشرائعیة وتصرّفات، الصفة الأولى: «الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا»، أی تواضعاً وهوناً ولیس تکبراً واستعلاء فی الأرض فالتّواضع من صفات المؤمنین، والثانیة: «وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا»، أی یترفّعون عن السفاسف وعن الجهل وأصحابه ولا ینزلون إلى مستویاتهم فی التّعامل وأنّهم یصفحون ویعفون ویدفعون بالتی هی أحسن ویحسنون إلى من أساء إلیهم بل یردّون بالسّلام.
أما الصفة الثالثة: «وَالَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِیَامًا»، أى أنّهم یحیون لیلهم بمناجاة ربّهم فهم بین سجود وقیام، والرابعة: «وَالَّذِینَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَلَمْ یَقْتُرُوا وَکَانَ بَیْنَ ذَلِکَ قَوَامًا»، أى إنّهم أهل وسطیّة واعتدال فلا هم بالمبذّرین المسرفین إخوان الشیاطین ولا هم بالبخلاء الذین یجعلون أیدیهم مغلولة إلى أعناقهم.
والصفة الخامسة: «وَلَا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ»، أى أنّهم لا یقتلون النّفس التی حرّم الله إلا القتل فى ثلاث حالات فقط کما قال رسول الله -صلى الله علیه وآله وسلم-: « لَا یَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّیْبُ الزَّانِی، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِکُ لِدِینِهِ المُفَارَقُ لِلْجَمَاعَةِ »، والسّادسة: «وَلَا یَزْنُونَ وَمَنْ یَفْعَلْ ذَلِکَ یَلْقَ أَثَامًا»، أى أنّهم لا یزنون لما للزنا من عواقب وخیمة وهو من المحرّمات والکبائر وکما أنّه یهدم البیوت ویشتّت الأسر ویضیع النّسب ویفسد المجتمع بالکامل لان فساد لمجتمع من فساد الاسره.
أما الصفة السابعة: «وَالَّذِینَ لَا یَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِرَامًا»، أى إنّهم لا یشهدون الزّور، والثامنة: «وَالَّذِینَ إِذَا ذُکِّرُوا بِآیَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْهَا صُمًّا وَعُمْیَانًا»، أى إنّهم من أولی الأبصار إنّهم من تنفعهم الذّکرى ویقبلون النصح وینتفعون بالنصیحة.
والصفة التاسعة من صفات عباد الرّحمن: «وَالَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّیَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَامًا»، هی دعاؤهم وطلبهم من ربهم کی یهب لهم من أزواجهم وذریّاتهم قرّة أعین وان یجعلهم للمتقین إماماً.
المصدر: صدى البلد