وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أنه حفظ القارئ السيخ عبدالفتاح الطاروطي القرآن الكريم في قريته "طاروط" بمركز الزقازيق بمحافظة "الشرقية" المصرية في كتّاب القرية، كان عمره وقتها 3 سنوات، وأتمّ الحفظ وعمره 8 سنوات، ويعيش وأسرته بخير القرآن، ويرى أن الصوت الجميل والنفس الطويل موهبة من عند الله يجب الحفاظ عليهما، كما يحب التعليم من الأساتذة الكبار أصول القراءة.
ويرى أن الكتاب هو الأصل لمن أراد أن يحفظ القرآن الكريم، وأسلم على يده العديد من الأمريكيين وتفاصيل أخرى في حياة القارئ الشهير الشيخ الدكتور عبد الفتاح الطاروطى فى السطور التالية.
"ولدت سنة 1965م لأب حافظ لكتاب الله، وأم محبة لأهل القرآن..وفى هذه الأسرة القرآنية نشأت على حبّ كتاب الله، وتعلق قلبى وعقلى بعشق دراسة وتحصيل علوم القرآن الكريم، وبعد ثمانى سنوات من مولدي حفظت كتاب الله، على يد والدى والشيخ "عبد المقصود السيد النجار" شيخ كتاب القرية الذى اكتشفنى وأثنى على بأنه وجد بعض النغمات القرآنية، تخرج منى، فأرد أن يؤكد موهبتى، وبدأ يتيح لي الفرصة لتلاوة القرآن فى مأتم القرية، والإنطلاقة الحقيقة كانت في مدينة الزقازيق، وكنت أسكن بمنزل خالي أثناء دراستى بمعهد الزقازيق الأزهرى.
وقرأت بجوار كبار الكتاب أمثال الشيخ سعيد عبد الصمد والشيخ محمد الايثى والشيخ الشحات أنور، ثم واصلت مشوارى الدراسى وأخذت أتنتقل من مرحلة إلى مرحلة، حتى تخرج من كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية، بتقدير جيد جداً وكان ذلك عام 1988 للميلاد، وكان عميد الكلية الدكتور أحمد عمر هاشم وكانت أصول الدين أول كلية بجامعة الأزهر فرع الزقازيق.
وبدأت رحلتي مع كتاب الله والدعوة الإسلامية، فى العام التالى بعد تخرجي من كلية أصول الدين، عينت إماماً وخطيباً بأوقاف الشرقية، ومنذ أول خطبة، نالت بفضل الله على إعجاب الناس، وتقديرهم لعلمى وعذوبة صوتي وتمكني من أدوات قراءة القرآن الكريم، وتطلعت إلى إضافة كل جديد لقراءة القرآن، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى زادت شعبيتى، فكان عدد جمهورى يتضاعف يوماً بعد يوم، وحصلت على لقب "كروان القراء" ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف المصرية لي لأشارك فى بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية.
والكتاب هو الأصل لكل من أراد أن يحفظ القرآن الكريم، ونحن فى وقت قد خلت منه الكتاتيب، مما جعل قلة فى حفظ القرآن الكريم، وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، كما أن جميع أعلام وقراء القرآن الكريم في الوطن العربى، حفطوا القرآن في الكتاتيتب، وأرجو من الأزهر دعم لكتاتيب لان ذلك سيعود بالنفع على حفظ القرآن الكريم.
ولن أنسى هذا اليوم، فحلم كل قارئ أن يخلد إسمه في سجل الخالدين من أهل القرآن في إذاعة القرآن الكريم، وكنت أصغر قارئ، يتلحق بالاذاعة عام 1993 وعمري كان 28 سنة، وإختبرت أمام لجنة من عظام المقرئين فى مقدمتهم الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارى والشيخ محمود الحصرى، وفزت من المرة الأولى.
وتعلمت المقامات التى تليق بقراءة القرآن الكريم، لأن المقامات فيها أصول وفروع ولا يؤخذ من المقامات لتلاوة القرآن إلا الأصول فقط، لأن الفروع لا تليق بقراءة القرآن، وتخرج القرآن عن وقاره ولأن المقامات بها تصور لمعانى القرآن الكريم، ولابد للمحكم أن يكون فاهماً ودارساً متميزاً عارفاً باصول المقامات وعنده القدرة على توصيل المعلومة من خلال المحاضرات.
وبدأ صيتاً عالمياً برحلة قرآنية سنة 1996، بدعوة من المركز الإسلامى في أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، وتميزت عن غيري من القراء فى هذه الرحلة بتفسير الآيات التى أقرئها، والحمد لله أسلم على يدى فى هذه الرحلة عشرة من الأمريكيين، ومنذ ذلك الحين توالت سفرياتى كأحد سفراء القرآن الكريم إلى دول العالم المختلفة، ففي عام 2000 سافرت إلى أسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامى المعروف باسم مسجد الملك خالد، وقمت بإلقاء الدروس الدينية للسيدات بعد صلاة العصر وفى المساء للرجال، وكان ثمرة ذلك أن أسلم على يدى خمس سيدات أصبحت واحدة منهن داعية إسلامية، ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أسلم على يدي شخص بجنوب أفريقيا.
وفى عام 2001 وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية، تم اختياري من وزارة الأوقاف المصرية رئيساً لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالى رمضان هناك، وحصلت على الدكتوارة الفخرية، من الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان، تقديراً لدوري في خدمة القرآن الكريم، وبذلك أكون ثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبدالصمد.
وأنا قارئ للقرآن الكريم، ومن حقي تلبية الدعوة في أي مكان يصل اليه صوت القرآن، لاننا أصحاب رسالة وليس أصحاب مهنة، والبعض أستغل التوتر السياسى بين مصر وإيران وبدأ يشوه في صورتى، لكن مستمعي الشيخ الطاروطى، يعرفونه جيداً، ولا أشغل حالي إلا بقراءة القرآن الكريم.
كما أن الرئيس "أحمدى نجاد " عندما زار مصر لأول مرة سنة 2012 طلب أن يكون القارئ الشيخ الطاروطى، كما أن المهندس" إبراهيم محلب "استمع إلى كثيراً وهو من المستعمين الجيدين للقرآن الكريم، وكثيراً ما كان يستضيفنى بنادى المقاولون العرب.
وتابع: "أحد كبار المسئولين بالدولة أبلغنى أثناء قرآتى للقرآن الكريم أمام الرئيس السيسي في إحتفالية ليلة الأسراء والمعراج الأخيرة، أن الرئيس السيسى، مستمع جيد للقراء، ومتابع لقرأتهم من خلال قراءتهم فى صلاة الفجر.