وبالعودة للمخطوطة التي تحمل الرقم والمحفوظة في غرفة الأمانات المقدسة بمتحف "طوب كابي" فاللافت فيها عدم وجود توقيع أحمد قره حصاري عليها ولا شك أن السبب يعود لوفاة الخطاط مما يفرض احتمالية أن يكون أحد غيره أتم كتابة المصحف ويؤكد هذا بعض وئائق أرشيف القصر التي وجد في أحدها ما نصه: "... أعطيت 500 قطعة ذهبية من السلطان مراد الثالث للخطاط الذي أنهى المصحف الذي ابتدأه قره حصاري...". ومما يؤكد هذه الفرضية بما لا يدع مجالاً للشك هو الاختلاف في تقنية الخط بعد نهاية القسم السادس والثلاثين (صفحة y.221a) مما لا يخفى على الخبراء، ومما لا شك فيه أن من أتم العمل الكبير لا يخلومن المقدرة والمهارة العالية ولكنه لم يستطع محاكاة أستاذية الخطاط الكبيرأحمد قره حصاري.
ويذهب بعض الباحثين إلى أن متمم هذا العمل ليس سوى حسن جلبي ابن قره حصاري بالتبني وكان عبداً أعتق رقبته، وكان هذا الشخص يوقع أعماله باسم: حسن بن عبد الله أو حسن بن أحمد قره حصاري، وكان اسمه بدفاترالقصر لعامي 965-966 حسن غلام قره حصاري.
وتعتبر هذه المخوطة تحفة فنية رائعة فقد اتخذ تذهيب الصفحات تنوعاً كبيراً حيث رسمت إشارات إقلاب الصفحة بشكل ميدالية مذهبة واتخذ هذا التنوع أشكال متنوعة خلال صفحات المخطوطة بما فيها عناوين السور وإشارات الأحزاب والأعشار وغير ذلك، ومن المرجح أن هدف هذا التنوع الوافركان لدفع الرتابة عن القارىء مهما طال وقت قراءته، والأهم هو التقرب من الله سبحانه وتعالى من خلال كتابة كلامه العظيم بأبهى حلة ورونق وبأجمل الخطوط.