ایکنا

IQNA

محاضرون في ندوة بيروت يؤكدون:

مدرسة الشهيد سليماني هي مدرسة للبصيرة وحوار الأديان/ کان الحاج قاسم مقاتلاً إسلامیاً

19:43 - December 31, 2020
رمز الخبر: 3479601
بیروت ـ إکنا: أكد العلماء والباحثون المشاركون في ندوة "ملامح النموذج الاستراتيجي عند الشهيد سليماني" في العاصمة اللبنانية بيروت، أن مدرسة الحاج قاسم هي مدرسة للبصيرة والوحدة الوطنية وحوار الأديان وتقريب المذاهب، مؤكدين أن الفريق سليماني لم يكن شيعياً بالمعنى المتداول عليه، بل كان مقاتلا عربياً اسلامياً وأمميّاً.

وفي الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد الشهيدين الكبيرين اللواء قاسم سليماني أبو مهدي المهندس، نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان والمركز الإستشاري للدراسات والتوثيق ندوة بعنوان "ملامح النموذج الاستراتيجي عند الشهيد سليماني (من مقاومة الإحتلال إلى تقويض الهيمنة)",وذلك في مجمّع الامام الخميني الثقافي في بيروت, وبحضور عدد من الشخصيات  والنخب الثقافية والفكرية والسياسية والعلماء, وذلك  حضورياً  في مجمّع الامام الخميني الثقافي  وعبر تطبيق زوم, وكان من بين المشاركين شخصيات من دول اسلامية وعربية متعددة, من بينها العراق, ايران, لبنان, اليمن, مصر, سوريا.
 
وبداية عرض لفيلم قصير عن سيرة الشهيدين سليماني والمهندس, ثم تقديم من مدير الندوة الكاتب والباحث  الاستاذ  مصطفى بيرم.
 
المستشار الثقافي الإيراني في لبنان، الدكتور  عباس خامه يار

وبعد ذلك, إفتتح الدكتور  عباس خامه يار, المستشار الثقافي الإيراني في لبنان الندوة بكلمة حيث قال إن الشهيد سليماني كان أخطر رجل أعاق المشروع الأمريكي والإسرائيلي في الشرق الأوسط وفي منطقتنا، مؤكداً أنهكان رائداً في الدبلوماسية الجهادية بل ربما هو الذي أبدعها، في نفس الوقت الذي كان فيه جهادياً مقاوماً في الجبهات ومحارباً الاستكبار والاستعمار. فكان بالتزامن مع جهاده يحلّ القضايا السياسية بذكاءٍ قلّ نظيرُه كما فعل في قضية كردستان العراق نموذجاً.
 
وأضاف أنه لعلّ إنجازات قاسم سليماني العسكرية غطّت وطغَت على خصائصه الإنسانية والعاطفية والأخلاقية فهو في الأذهان "العقيد" الذي لا يتصور أحدٌ أنه كان يبني مع البنّائين ويمشي حافي القدمين، وأنه ينزعج أمام المديح والألقاب وكان لا يرى نفسه أكثر من جنديّ! 
 
وأشار إلى أن الشهيد سليماني يعيشُ الشهادةَ ويتنفّسُها، فنراه يردد دائماً على مسامع التواقين للشهادة بأن الشخص الذي لا يعيش الشهادة في حياته وفي سلوكه لن يموت شهيداً. فالشرط الأول للحصول على الشهادة هو أن يعيش الإنسان شهيداً، أي أن يكون شهيداً حياً كما كان رفيق دربه الشهيد أحمد كاظمي يقول دائماً.

مدرسة الشهيد سليماني هي مدرسةً للبصيرة وحوار الأديان/ کان الحاج قاسم مقاتلاً إسلامیاً

بعد ذلك ختم خامه يار كلمته قائلاً: الشهيد سليماني هو المناضل الأممي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أنسَى العالم أسماء أممية كبيرة كانت من قبله، ونراه منذ استشهاده حتى اليوم، كيف يتعاظمُ في ذهن الأحرار حيث أنه بعد عقود وحتى مئات السنين سيكون بطلاً تاريخياً تدرّسُ مدرسته في الكتب. فهو أيقونة التحرر الوطني والاستغناء عن كل ما يذلها من أصحاب إرادة الشر والهيمنة والاستعباد.

وقد وصف الإمام القائد في لقاءٍ جمعه باللواء سليماني عام 2005م، بأنه استشهد مراراً في ساحات الحرب فكان يلقبه بالشهيد الحي قائلاً: "إن الله سبحانه وتعالى قدّر أن تبقى هذه الثلة حيةً لتعمّ بركات وجودهم على بلدهم وللعالم الإسلامي أيضاً.
 
عبد الحليم فضل الله, رئيس المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق في لبنان
 
من جهته، قال "عبد الحليم فضل الله", رئيس المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق في لبنان إن قوى المقاومة قد خاضت صراعاً طويلاً مع الاحتلال الصهيوني، وتوّجت المقاومة الاسلامية هذا المسار التي شاركت فيه قوى متعددة الانتماءات والغايات والايدولوجيات، توّجت المقاومة ذلك بتوليد النموذج المؤسس للصراع مع العدو الاسرائيلي في 25 ايار عام 2000، من خلال اجلاء الاحتلال بقوة السلاح دون قيد أو شرط، ثم ترّسخ هذا النموذج من خلال الهزيمة المشهودة التي اُلحقت بالعدو عام 2006، وها نحن نتطلّع اليوم وبعد ماشهدته المنطقة من صراعات وغزوات وحروب الى استكشاف ملامح نموذج مؤسس آخريستكمل ما بدأته المقاومة، ويبني على انجازاتها في مواجهة الهيمنة الامريكية بكل وجوهها العسكرية والامنية والثقافية والسياسية ، وبكل تجلياتها وامتداداتها وادواتها التي تبدأ بالانظمة التابعة ولاتنتهي بالرهاب التكفيري من هو غير التكفيري، واذا كان النموذج المؤسس الذي كوّنته المقاومة يعد مثالا لحركات التحرير بوصفها مدخلا للتحرر الوطني وبناء الامم والاوطان، فان النموذج الذي قاده الشهيد سليماني وتحالف المقاومة عموما في صراعه مع الهيمنة، انما يساهم في اعادة بناء النظام الاقليمي ، ومن ثم النظام الدولي على قاعدة التعدد والتنوع واحترام الخصوصيات.
 
المفكر والكاتب الفلسطيني الاستاذ منير شفيق

وبدوره، اعتبر المفكر والكاتب الفلسطيني "الاستاذ منير شفيق" ان حديثه عن الشهيد القائد الفذ قاسم سليماني كان سيكون افضل وأقوى لو حظي بمعرفته الشخصية.
 
وأضاف شفيق: أنني بعد استشهاده التقيت مع عدد من قادة المقاومة في حركتي حماس والجهاد كما الجبهة الشعبية، وسمعت منهم عن صفاته الشخصية مايرفعه الى اعلى المستويات الانسانية والنضالية، من ناحية الاخلاق وحسن الخلق والمعاملة والاخاء والوفاء والاستقامة بل والسماحة ورحابة الصدر، وكل من لقيتهم سمعت منهم اعجاباً بثوري  استثنائيٍ، يفعل ما يقول ولايخلف وعدا ولاينكث عهدا ، ولاتملك في علاقتك به الا ان تحترمه وتحبه.
 
مدرسة الشهيد سليماني هي مدرسةً للبصيرة وحوار الأديان/ کان الحاج قاسم مقاتلاً إسلامیاً


وأكد منير شفيق  على انه   اُعجب  بوصف ابنته السيدة زينب، انه كان عطوفاً حنوناً ورقيقاً، وهذا اظنه ليس مع أهله فقط، بل مع جيرانه واصدقاءه، قال منير شفيق وهو الذي يحمل سيفاً ملتهباً في مواجهة الكيان الصهيوني.

وختم منير شفيق كلمته  بالتأكيد على أن فقدان الشهيد قاسم سليماني لم تكن خسارة فقط لوقتنا الحاضر الذي يخوض معارك قاسية هو احوج مايكون لوجوده في ركن اساسي من اركان التصدي بها، بل خسارة مستقبلية، لان العدو الصهيوني والامريكي، ولان اعداء الداخل ايضا سيصبحون اشدّ خطراً على الثورة الاسلامية والمقاومة، بعد هزائمهم وتراجعاتهم ، وهو مايجعل من فقدانه خسارة للقادم من الايام ايضا ، ولكن ارثه يعوّض ذلك، ولكن الامل معقود في الزرع الذي غرسه في حياته ، ولقدوته التي يجب ان تبقى حيّة في قلوب الاجيال الحالية والقادمة.
 
الدكتور  زياد الحافظ, الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي

وبدوره، قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، "الدكتور  زياد الحافظ" إن عملية اغتيال القائد قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، تدل على عزم الولايات المتحدة بمواجهة ما يقوم به محور المقاومة بشكل عام، وما كان يقوم بع الشهيدان بشكل خاص.

وأشار الى أن أي ان عملية الاغتيال ليست فقط وصمة عار لعدوان وجريمة، بل دلالة على فشك متراكم اوقعه محور المقاومة بالمحور الذي تقوده الولايات المتحدة، كما يدل على عمق عدم المعرفة بيقين الامور في المشهد القائم وموازين القوة التي حققها محور المقاومة في مواجهة الإحتلال الصهيوني وحافائه الدوليين والعرب.
 
الدكتور  بسام ابو عبد الله؛ الباحث في الشؤون الدولية  من سوريا

وفي هذا السياق، قال الدكتور  بسام ابو عبد الله الباحث في الشؤون الدولية من سوريا: "اتحدّث عن الجانب الاستراتيجي، نحن نتحدّث عن قائد عسكري، كان له دور كبير في اكثر من جبهة، وهنا اخصّ سوريا بالذات ، التي كانت مابين اعوام في بداية الحرب عليها، كان هناك قرار دولي وكوني بأن النظام السياسي يجب ان ينتهي في سوريا، وان البديل القادم سيبيع القضية، وسوف تنتهي الامور به الى الطعن بظهر المقاومة، وبقطع اتصاله بايران في هذه المنطقة، وبقطع اوصال محور المقاومة.هذه الرسالة كانت واضحة ، وكلّ من يعود الى الادبيات الغربية بدءا من شروط كولن باول سنة 2003 وحتى تاريخه، نجد ان كلّ هذه الحروب الكونية على سوريا ، هو من اجل تقطيع اوصال المقاومة وعمود هذه الخيمة، كما اسماها زميلنا قبل قليل.

البعد الاخر هو البعد الانساني، بمعنى ان الحاج قاسم سليماني لم يكن شيعياً بالمعنى المتداول عليه، كما حاولت بعض الاطراف اشاعته، بل كان مقاتلا عربياً اسلامياً وأمميّاً، وبهذا المعنى فهو ذو بعد انساني، ليس نموذجا للقائد الذي يتمترس فقط خلف عناوينه الوطنية ، مع الاهمية لذلك ، لكنه كان قائدا بكل معنى الكلمة، متجاوزا للمعنى القومي للكلمة، باتجاه المعنى الانساني والاممي اكثر.

فهو قائد محب لفلسطين، ومحب لسوريا ، ومحب للعراق ومحب لليمن ومحب لكل القوى التني تقاتل قوى الاستكبار وقوى الاستعمار الجديد الذي أراد ان يعيد استعمار هذه المنطقة ويذّلها لعشرات السنين القادمة.
 
الاستاذ معن بشور؛ مدير المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن  لبنان

وبدوره، أشار الاستاذ معن بشور , مدير المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في  لبنان الى أن إقدام أصحاب المشروع الاستعماري / الصهيوني على اغتيال او اعدام قائد أو رمز من أمتنا العربية والإسلامية، هو فعل مدان ومستنكر من كل أبناء الأمة بغض النظر عما يكون هناك من خلافات او صراعات مع هذا الرمز، فحين تكون البوصلة هي فلسطين والقدس ومعاداة المشروع الصهيو – استعماري فيجب ان تتراجع كل الخلافات الأخرى لصالح وحدة الموقف تجاه أصحاب هذا المشروع.
 
وأضاف أنه من هنا فأننا ندعو إلى أن يكون التأبين الحقيقي للقادة الشهداء بعد عام على العملية الإرهابية التي استهدفتهما، فرصة لتمتين جبهة المقاومة الممتدة من فلسطين الى الجمهورية الإسلامية مروراً بلبنان وسورية والعراق، سواء على المستوى الجغرافي الأفقي، او على المستوى الاجتماعي العمودي بحيث نجري جميعاً المراجعات المطلوبة لهذه المسيرة  فنطور ما عرفته من انتصارات وإيجابيات ، ونتخلص مما رافقها من سلبيات وشوائب، مدركين ان موازين الارادات في صراعنا مع اعدائنا تبقى أهم من موازين القوى لكن تحصين موازين الارادات يكون بتجاوز العصبيات والحزازات ويبقى هو العنصر الحاسم في هذا الاطار  لقد أكدت تجربة القادة الشهداء أهمية المقاومة، وجدواها في تحرير الأرض واسقاط المشروع الصهيو – استعماري، ولذلك يجب ان تنصب جهودنا على النجاح في معركة الوحدة التي تحتاجها أمتنا العربية والإسلامية في هذه اللحظات المصيرية من حياتها حيث بات واضحاً ان العام 2020 الذي بدأ باغتيال سليماني – المهندس شهد في أيامه ذروة عملية تطبيع حكومات عربية مع العدو الصهيوني في محاولة للإيحاء بأن المبادرة ما زالت في يد أعدائنا رغم ما تشهده بلدانهم ومجتمعاتهم من أرتباك وأزمات بنيوية. ورغم ما تشهده قوى المقاومة من تنامي في قدراتها.
 
أنيس النقاش، منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية

وفي هذا السياق قال منسق شبكة أمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية "أنيس النقاش":  ان ما اريد ان اتحدث عنه اليوم هو مصداق الآية الكريمة "يرزقهم من حيث لا تحتسبون" وهذا قول الله سبحانه وتعالى نشاهده نحن تقريباً في هذه المسيرة الخمينية العظيمة، حيث عندما تركتنا مصر وذهبت إلى كامب ديفيد جاءت إيران بكل قضها وقضيضها، ولكنها لم تبقَ داخل حدودها، وكانت رمزية فيلق القدس أنها القوة الراعية لهذه المسيرة خارج أسوار ايران الممتدة الى فلسطين وما بعد فلسطين ، وهذا كان رزقاً من حيث لا نحتسب. فالرزق الذي لايٌحتسب يعني غير مستعد  له، لا الصديق ولا العدو، بالعلم الاستراتيجي هو من أخطر ما يواجهه اي مخطط ، لأنه عندما يخطط لأي استراتيجية يضع كل الاحتمالات وكافة القوى واذا فوجئ بقوة أو بمعادلة غير منظورة في استراتيجيته فهنا يبدأ الخلل وتبدأ الهزيمة ، فالشهيد سليماني كان من هذه الظاهرة التي لا يحسب لها حساب.
 
الباحث والأكاديمي المصري "عبد الخالق فاروق"

وبدوره، قال لباحث والأكاديمي المصري "عبد الخالق فاروق" إن مسيرة الحاج قاسم سليمانى تميزت بالتالي:

1 ـ قد انتقل من مجرد كونه جنرالاً لامعاً فى المؤسسة العسكرية الرسمية الإيرانية (بقيادته لفيلق القدس) إلى قائد في أكثر من مسرح عمليات (حرج وخطر ) خارج إيران، سواء فى لبنان ، أو سوريا ، أو العراق ، أو اليمن ، وأمتد إلى مساندة فنزويلا.

2 ـ إن مسارح العمليات هذه كانت على وشك إنهيار دولها وحكوماتها ، وتفكك كياناتها الجيو – سياسية ، فكانت مساهمته إنقاذية وفعالة وناجحة دون إدعاء أو مظهرية.

3 ـ إن العدو فى هذه المسارح كلها كان تقريبا واحدا هو : الإمبرايالية الأمريكية ، والإمبرايالية البريطانية والفرنسية وتحالفاتها الآوربية والرجعيات العربية وأدواتها التكفيرية ، وكذلك الرجعيات فى أمريكا اللاتينية ، وبالقطع بمشاركة إسرائيل المباشرة وغير المباشرة.

4 ـ جمع الفريق الحاج قاسم سليمانى بين وضوح وإمتلاك الرؤية السياسية والاستراتيجية والقيادة الميدانية ، والهم بناء قواعد مستقرة وتشكيلات مسلحة  للمقاومة والثورة فى أكثرمن بلد وأكثر من مسرح عمليات.

مدير مركز دراسات العراق  "الاستاذ  محمد صادق هاشمي"  

واعتبر مدير مركز دراسات العراق  "الاستاذ  محمد صادق هاشمي"  انه بعد مراجعة عديد الخطب للشهيد الحاج سليماني، الشهيد الحي كما يقول سماحة السيد حسن نصر الله والامام الخامنئي، نجد انها تُغطي مرحلة واحداث تتجه الى ترسيخ الى ان مفهوم الجهاد هو الوسيلة وان المقاومة هي رأس الحربة، كي لا تتكرر مشاريع سحق المسلمين على امتداد علمنا حتى لانعيش الذلّ والهوان.

وأضاف هاشمي  ان كلمات كل الاقطاب وتأكيد سماحة القائد في أن النهج يستمر ليس عبر الشخص اذا اُستشهد، بل انه يستمر عبر روحه الممتدة في زمن الجهاد والتضحية، هو الذي يصنع الامل وهو الذي يجب ان نتمسك به.
 
الاستاذ في الحوزة الدينية بلبنان الشيخ محمد زراقط

من جهته، قال الشيخ محمد زراقط الاستاذ في الحوزة الدينية بلبنان: الحديث عن الشهيد قاسم سليماني حديث ذو شجون فالشخصية استثنائية من جهات عدّة يمكن أن تقارب من زوايا مختلفة. وما يلفت النظر في شخصية هذا الشهيد العظيم هو التركيب المتجانس بين عناصر غير متجانسة في ذاتها، ولو بحسب الصور النمطية الغالبة على الأقل. فهو بحسب عدد من عارفيه الذين كشفوا بعض الستائر الكثيفة التي كانت تحيط بشخصيّته حال حياته، رجل الميدان والخطوط الأمامية كما هو رجل التخطيط وغرف العمليات لإدارة المشاريع الكبرى. 
 
مدرسة الشهيد سليماني هي مدرسةً للبصيرة وحوار الأديان/ کان الحاج قاسم مقاتلاً إسلامیاً

وختم الشيخ زراقط كلمته : تراق دماء الشهداء ولا يموتون، بل ينتقلون إلى نسخة من الحياة مختلفة بمقتضى التصحيح القرآني للنظرة إلى الحياة: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾؛ تصحّح هذه الآية الشريفة النظرة إلى الحياة والموت وتبيّن أنّ الحياة لها نسختان على الأقل إحداهما الحياة تحت عين الله، وحياة أخرى هي عنده تعالى. والسير في سبيل الله يفضي في نهاية المطاف إلى الشهادة التي هي بوّابة العبور إلى الحياة العنديّة وشتّان بين الحياة تحت نظر الله والحياة عنده. وما دام الشهيد حيًّا فعلى الأمّة أن تستمدّ من حياته وتستلهم دروسه وتقدّمه للأجيال الآتية قدوة وأمثولة، وإذا كانت الأمم تصنع أساطيرها، فإنّ هذه الأمة لها في عصر التسطيح والعبثية أساطير من لحم ودم غير مكذوب.
 
الاعلامي اليمني الأستا حميد رزق

الاستاذ حميد رزق من اليمن  القى كلمة ومما جاء فيها: "في ذكرى هؤلاء الشهداء العظماء الذي يُلهم الشعوب الوعي ويجعل من دمائهم وجوداً للاندفاع والحركة وللهمة ولادراك مخاطر المرحلة التي تمر بها هذه الامة في مواجهة الاستكبار وفي مواجهة المشروع الصهيوني والامريكي، الشهيد القائد قاسم سليماني سلام الله عليه ورفيقه الشهيد القائد ابو مهدي المهندس كانوا في مقدمة هذه الأمة كانوا هم قادة الجبهة يخوضونها بأنفسهم، لم يكتفوا بالبقاء في المكاتب ولا بالشقق الوفيرة وفي غرف العمليات المحصّنة، لماذا؟ لأنهم جنود الحق لا يخشون الشهادة في سبيل الله.
captcha