وأشار إلی ذلك، الأستاذ المدرس في الحوزة العلمیة بمدينة "قم" الايرانية، "آیة الله الشيخ أبوالقاسم علیدوست"، في محاضرة له في ندوة "فقه الأمن" التي أقامها المكتب التابع لمعهد البحوث في العتبة الرضویة بطریقة إلکترونیة في قم المقدسة.
وقال إن السعي إلی توفیر الأمن الدولي هو تکلیف شرعي وهذا ما نستنبطه من تعالیم القرآن الکریم والروایات وأحکام الشریعة الإسلامیة کما أن البعض یزعم بأن سبب الجهاد في الإسلام هو ردع الظالم ورفع الظلم و هذا یعني تحقيق أن الأمن والسلام العالمیين تکلیف إلهي.
وأکد أن أي إنتهاك للأمن الدولي هو عمل مدان وإن الدین الإسلامي لدیه حلول فقهیة لتثبیت الأمن في العالم قائلاً: إن الإسلام یعتبر توفیر الأمن والسلام الدولي واجب شرعي وواجب مطلق علی الحکومة الإسلامیة الإمتثال له.
وتطرق المدرس لمادة الخارج في الحوزة العلمیة في قم المقدسة إلی حلول الدین الإسلامي إلی توفیر الأمن المستدام قائلاً: إن القرآن لدیه حلول منها مبدأ المعاد الذي تحدث عنه في ثلث آیات القرآن الکریم لأن المعاد في الإسلام مبدأ کل شئ فإن الإنسان لم یخلق فجأة ولن یندثر کما یظن المشرکون.
وأردف قائلاً: إن الحل القرآني الآخر الذي یرید من خلاله توفیر الأمن للعالم برمته هو تعزیز الأخوة بین جنس البشر فهنا آیات عدة ذکر فیها القرآن الکریم الأخوة بین الأنبیاء (ع) وأقوامهم علی سبیل المثال أشار القرآن إلی أن صالح کان أخاً لقوم ثمود وهم لیسوا علی دینه دون شك إن المقصود بالأخوة هنا لیست الأخوة الدینیة لأنهم لم یکونوا علی دین نبیهم ولکن المقصود هو الأخوة الإنسانیة.
وأکد آیة الله علیدوست أن الرؤیة الإنسانیة والأخوة البشریة إذا ما إستقرت وتجذرت في العالم فـ لن یکون هناك أي تهدید للأمن والسلام المستدامین العالمیین.
وأردف مبیناً أن البشر إذا تناسی مبدأ المعاد وتمسك بالحدود الجغرافیة بین الدول وتمسك بقدرته العسکریة وإستهلك ماله من أجل إنتاج السلاح فـ لن یترسخ مبدأ الأخوة ولن یحصل البشر علی السلام والأمن العالمیین.
وأکد آیة الله علیدوست أن الإعتقاد بمبدأ المعاد والأخوة الإنسانیة وأهداف الشریعة هي الحلول التي أتی بها الإسلام من أجل فرض الأمن والإستقرار في العالم.
وأشار إلی أهمیة العدل في الإسلام قائلاً: إن الهدف في الإسلام هو العدل الذي علی الإنسان أن یکون عادلاً وعلی الحکومة أن تمتثل لمبدأ العدل وعلی الشعوب أن تتمسك به والعدل یجلب الأمن للعالم.