ایکنا

IQNA

مفكّر سوداني في حوار لـ"إکنا" یشرح:

تحدّيات الحضور الفاعل للفكر الإسلامي في الفضاء الإعلامي العالمي

8:50 - November 04, 2025
رمز الخبر: 3502283
طهران ـ إکنا: صرّح المفکّر السوداني "محمد النور الزاكي" أن الإسلام يمتلك فكرة متماسكة عن الإنسان والحياة، لكن المسلمين يفتقرون إلى شيئين مهمين في هذا الصدد أولهما الصياغة السليمة لخطاب واع يعرف كيف يوظّف كل العلوم المتاحة لبناء وتقديم خطابه وثانيهما الآليات والقوالب التي يقدّم فيها خطابه.

والبرنامج التلفزيوني "الوجه الآخر" هو من أبرز إنتاجات قناة الكوثر العالمية، ويتميّز بطابعه التحليلي والفكري، إذ يسعى إلى استكشاف الجذور الفكرية والثقافية للظواهر المعاصرة.

ويهدف هذا البرنامج إلى تقديم رؤية أعمق لحقائق العالم الإسلامي وعلاقته بالحضارة الغربية، وفي الوقت نفسه يسعى إلى إعادة تعريف الهوية الإسلامية من منظور جديد قائم على الكرامة الإنسانية، موجَّه إلى الجمهور الناطق بالعربية.

يُقدَّم "الوجه الآخر" في إطار حوارات متخصّصة مع المفكّرين والباحثين وأصحاب الرأي في مجالات الدين والفكر، حيث يطرح أسئلةً جوهريةً حول الإنسان والمجتمع والثقافة والحضارة الإسلامية.


إقرأ أيضاً:


وفي حوارٍ مع وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية، تحدّث محمد النور الزاكي، أحد الوجوه البارزة في مجال الإعلام والفكر الإسلامي في السودان، عن تجربته المهنية وعن أهداف وآفاق هذا البرنامج.

فيما يلي نصّ الحوار:

 أستاذ الزاكي، من فضلك حدّثنا عن مسارك المهني في مجال الإعلام، وما الدافع الذي جعلك تتجه إلى ميدان الحوارات الفكرية والدينية؟

1 ـ المسار المهني الاعلامي:

في الأساس ومنذ المرحلة الابتدائية كنت مهتماً بالأنشطة الثقافية وخاصة الثقافة الاسلامية والقرآنية وتصميم وتقديم البرامج التثقيفية.
 
في المرحلة المتوسطة، زاد الأمر واتخذ منحىً تبليغياً ودعوياً اذ انتقلت الى مذهب أهل البيت(عليهم السلام). 

في الثانوية إزداد النشاط الاعلامي والدعوي كماً وكيفاً، فكنت أصدر صحيفة حائطية بالمدرسة وأنشط بجمعية القرآن الكريم وأتصدى للتبليغ الشيعي بمدينة "الابيض" وسط زملائي التلامذة وأساتذتي وطلاب جامعة "كردفان" بمدينة "الابيض" وسط السودان. 

في الجامعة والحوزة العلمية تواصل النشاط ذو الطابع الدعوي والاعلامي الخطابي منه والبرامجي الحواري ولا يزال...

ما الهدف الأساسي من هذا البرنامج في ظلّ كثرة البرامج التلفزيونية الدينية والسياسية؟

برنامج "الوجه الآخر" ذو طبيعة حوارية حول قضايا الفكر الذي تنبني عليه مختلف مظاهر الحاضر الذي نعيشه،  إذ يسعى لتحليل الخلفيات الفكرية التي تؤثر على الواقع الذي نعيشه لأجل فهم أعمق من الجمهور لما يجري على الساحة.
 
فهو يناقش الخلفيات الفكرية للغرب وكيف تؤثر على سلوكياته وتتمظهر فيها، بكل أبعادها الحضارية والسياسية ورؤاه للإنسان والعالم.

كما نناقش الأزمات التي تواجهها الأمة مع المشروع الغربي الثقافي والسياسي والتحديات النابعة من ضعفها في تفعيل إمكانياتها المهولة والاستفادة منها لاعادة انتاج بناء حضاري شامل.
تحدّيات الحضور الفاعل للفكر الإسلامي في الفضاء الإعلامي العالمي
هل تعتقد أن المذيع الإعلامي في مثل هذه البرامج يجب أن يكون مجرد ناقل للمحتوى، أم أنه يؤدي أيضًا دور المفكر والمحلل؟

مقدِّم البرامج ذات الطبيعة الفكرية،  ينبغي له - برأيي- أن يكون صاحب فكر، فيطرح قضاياه التي يريد الحوار حولها..  ويناقش الأفكار التي تطرح..

برأيك، هل تمتلك الفكرة الإسلامية اليوم المقومات الكافية للحضور الفاعل في الفضاء الإعلامي العالمي؟

يمتلك الإسلام فكرة متماسكة عن الانسان والحياة، تتكئ على القيم الأخلاقية الرفيعة، وتقديم أطر عامة لمعالجة أزمات الإنسانية، لكن المسلمين يفتقرون إلى شيئين مهمين في هذا الصدد أولهما الصياغة السليمة لخطاب واع يعرف كيف يوظف كل العلوم المتاحة لبناء وتقديم خطابه وثانيهما الآليات والقوالب التي يقدّم فيها خطابه وتناسبها مع التقنيات المتوافرة.

كيف يسعى برنامج "الوجه الآخر" إلى تقديم رؤية جديدة حول الهوية الإسلامية لدى الجمهور العربي وغير العربي؟

تمثّل الجمهورية الاسلامية الايرانية أول المحاولات الجدية والواعية في العالم الاسلامي - منذ عدة قرون - لإعادة طرح الهوية الإسلامية بطريقة قابلة للفهم والقبول عالمياً،  فقد بلورت رؤاها من خلال قراء الإسلام بمحورية كرامة الإنسان،  وهو أمر غير مسبوق في تأريخ المسلمين منذ نهايات الصدر الأول، فطرحت العلاقة بين الناس والأنظمة على أساس العدالة والكرامة، وجعلت حاكمية الأخلاق معيار القبول والرفض للسلوك، ولم تعتبر الانتماء الديني والمذهبي أساساً للكرامة، بل الانسانية هي شرط ذلك..

كما ركزت الجمهورية الاسلامية الايرانية على أهمية وضرورة اكتساب القوة وتحصيل أسبابها، والتخلص من علل الضعف بالأمة،  وهذا استنهاض فكري وعملي غير مسبوق.. وبالتالي يسعى الوجه الآخر لتبيين ذلك بجهتيه البانية والهادمة.. البانية أي المشيدة للرؤى السليمة، والهادمة أي الناقدة لخاطئ تصوراتنا من جهة والناقدة للمشروع الغربي والكاشفة لزيفه وعدم صلاحيته من جهة ثانية..
تحدّيات الحضور الفاعل للفكر الإسلامي في الفضاء الإعلامي العالمي

captcha