إن القرآن الکریم هو کتاب الحیاة وخریطة طریق السعادة البشریة ومن الجدیر أن یتضمن شرحاً لأسباب خلق البشر وفلسفة خلقه والصفات الفریدة التي لا یملکها الا هو.
ومن الآیات التي تشرح فلسفة خلق البشر هي الآیة 56 من سورة الذاریات "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ".
بحسب الآیة الکریمة فإن العبادة هي غایة الخلق والعبادة تعني التعبد وإتباع التعالیم الإلهیة بتواضع ورضا ویبقی السؤال هل العبادة هي الغایة النهائیة لخلق البشر؟
العبادة کـ فلسفة للخلق هي نمط وطریق نحو الکمال البشري وبالتالي فإن الغایة هي بلوغ الکمال والسبیل نحو ذلك هي العبادة وذلك لقوله تعالی "وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ" (یس / 61).
إن إهمال الذات والغرض الذي خُلق من أجله هو أحد أسباب إبتعاد بعض الناس عن العبادة وعدم رغبتهم في العبادة. والانسان بسبب غرقه في الملذات الدنيوية، ينسى الهدف والطريق الأساسي ويبتعد عن أصالته.