
وأشار إلى ذلك، الباحث الايراني في الدراسات القرآنية، وعضو مجلس خبراء القيادة في إیران وممثل إيران في مجمع الفقه الاسلامي الدولي "آية الله الشیخ أحمد مبلغي" في ندوة "تحديد مكانة التقريب في الظروف الراهنة" العلمية التي عُقدت يوم السبت 13 ديسمبر الجاري في قم المقدسة(جنوب العاصمة الايرانية طهران).
وقال: "إن التقريب ليس مجرد مشروع أخلاقي وله عدة طبقات" موضحاً: "الطبقة الأولى هي نفي التكفير ونفي التضليل، والقضية الأخرى هي نفي التفسيق (اتهام الآخرين بالفسق)."
وأكدّ آية الله الشيخ أحمد مبلغي: "من أجل تشكيل الأمة، يجب أن تتوفر هذه الطبقات حتى يزول خطر الحرب والمواجهة."
إقرأ أيضاً:
وأضاف الشيخ مبلغي قائلاً: "هناك طبقة أخرى وهي الإيجابية، وهي قبول وجود الطرف الآخر كـ أمة؛ بمعنى آخر، لا ينبغي أن نعتبر الطرف الآخر لا شيء، بل إذا اعتبرناه لا شيء، فسيرانا كذلك أيضاً، وهذا أحد الإشكالات الأساسية في التقريب."
واستطرد العضو في مجلس خبراء القيادة في إیران، قائلاً: "يجب أن يكون القبول عملياً؛ أي يجب أن يكون هناك تعايش واحترام متبادل، لا مجرد شعارات."
صرّح الباحث الايراني في الدراسات القرآنية أن التقريب له عدة مستويات، وقال: المستوى الأول هو المستوى الهيكلي، مثل المجمع العالمي للتقريب في إيران ودار التقريب في مصر التي أصبحت أكثر نشاطًا.
وأشار ممثل إيران في مجمع الفقه الاسلامی الدولي بجدة إلى المستوى الثاني للتقريب وقال: المستوى الثاني هو المستوى الخطابي. يحتاج التقريب إلى نماذج كبيرة يقبلها غالبية العالم الإسلامي.
وأضاف: المستوى الآخر هو السياسي والاجتماعي لمناقشة مجال العمل الحقيقي وهوية الشيعة والسنة، وهذا يتطلب مناقشات في علم الاجتماع والعلوم الأخرى ذات الصلة.
وبيّن آية الله الشيخ أحمد مبلغي: لقد ألحقت الخلافات بالمسلمين أضرارًا بالغة لدرجة أنها أدخلت الأعداء إلى الساحة وأحدثت أضرارًا اقتصادية وسياسية وعسكرية وغيرها، بينما إذا كان هناك خير، فهو في الوحدة وليس في الاختلاف.