وتطرق القرآن الکریم إلی النفاق وحذّر منه لدی حدیثه عن "المنافقین" وهم فئة لاتملك شجاعة المخالفة علناً ولا شجاعة الإیمان.
وکان یتغلغل المنافقون بین أوساط المسلمین ویفرقونهم ولما شکلوا من مخاطر جمة أشار تعالی إلی صفاتهم وحذر المسلمین منهم وفضح نوایاهم التی یکنونها في باطنهم ویتسترون خلف ظاهر إسلامی وهم لیسوا بمسلمین.
ومن معالم النفاق هي الإزدواجیة والإختلاف بین الظاهر والباطن ویؤدي النفاق أحیاناً إلی الکذب والتظاهر وقال تعالی عن المنافقین " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ" (البقرة / 8).
ومن تبعات النفاق أیضاً القسم کذباً فـ کلما إکتشف خداعهم أقسموا وأنکروا الحقیقة وتستروا علی نوایاهم. قد أشار القرآن الكريم في الآية 73 من سورة التوبة الى هذه الصفة للمنافقين "يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ".