وتحدث عن ذلك، أستاذ الفلسفة الإسلامیة "غلامرضا أعواني" قائلاً: إن الدیانات الإلهیة التي أتی بها موسی (ع) وعیسی (ع) ومحمد (ص) جاءت لتخرج الإنسان من الظلمات الی النور. 

وأضاف أن الدین جاء لیضیئ عیني البشر بالحق ویعطیه البصیرة التي لایملکها وإن کان لدیه عینان وینظر بهما فإن البصر یختلف عن النظر.

وصف "إبن عربی" الروح لن تحیی الا بالعلم الإلهي وذلك لقوله تعالی "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأنعام / 122).

وقال رسول الله (ص) "العلم نور یقذفه الله في قلب من یشاء" وروي عن رسول الله (ص) قوله "إتَّقوا فِراسَةَ المُؤمِنِ فَإِنَّهُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّه". 

تجدر الاشارة الى أن "محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي" الشهير بـ محيي الدين بن عربي هو أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين "بالشيخ الأكبر"، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية ویتکلم في كتابه "فصوص الحكم" عن الأسرار الإلهية الأكبر، ويعتبر من أعظم كتب التصوف الإسلامي التي تتكلم علي أسرار الأنبياء والرسل مبينة الحقائق الوجودية الثلاث: الله والكون والإنسان، وعلاقة الإنسان مع الكون ومع خالق الكون.