ایکنا

IQNA

المرح من منظور الدین الإسلامي

14:45 - September 11, 2022
رمز الخبر: 3487637
طهران ـ إکنا: إن الشعور بالفرح والسعادة هو حالة نفسیة یتلذذ بها الإنسان ولکن ما هو رأي الدین الإسلامي في عیش هذه الحالة؟

المرح من منظور الدین الإسلاميإن الدین الإسلامی یحثّ علی المرح والسعادة ولکنه لا یجیز کل أنواع الفرح الا الصادقة منها ولهذا نجد في القرآن الکریم آیات تحثّ علی الفرح وأخری تمنع منه.

والحزن والفرح شعوران من عند الله تعالی "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَأَبْکَى" ولهذا السبب علینا أن نفرح لرحمة الله الخالدة والزاخرة وهي أفضل من المشاعر السریعة الکاذبة التي نشعر بها لحظة ونفقدها لحظة أخری. 

وقال الله سبحانه تعالی مخاطباً النبي محمد(ص) "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (یونس / 58) وهذا دلیل علی أن الفضل الإلهی یأتي للإنسان بأفراح دائمة. 

والذین لدیهم إیمان راسخ وعقیدة ثابتة في قلوبهم فرح دائم وشعور بالسعادة لأنهم أوکلوا أمور الدنيا إلی الله ویجهدون في الکد متوکلین علی الله ولهذا وعدهم الله تعالی قوله "فَأَمَّا الَّذِینَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ" (الروم / 15).

إن الفرح والشعور بالسعادة اذا كان ناتجين عن الغرور أو تحقير الآخرين، فهذا ليس دافعاً جيداً للشعور بالسعادة، لأن امتلاك الكثير من الغرور يمكن أن يدمّر علاقة المرء مع الآخرين.

وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة لمن كانوا سعداء بسبب الغرور، لكن هذه السعادة لم تنته لهم بالخير، كما جاء في الآية الـ76 من سورة "القصص" المباركة: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ".

لذلك فإن مبدأ السعادة لا ينكره الإسلام والقرآن، لأنها مسئلة فطرية في كل إنسان، ولكن إذا كانت السعادة تقوم على اتباع إغراءات شريرة أو أمور دنيوية فانية سريعة الزوال فهي غير مقبولة، وهذا النوع من السعادة يؤكده الإسلام الذي يقوم على القيم الدينية ويسبب رضا الله وإسعاد الآخرين.

captcha