وهناك آیتان في القرآن الکریم تشیران إلی النطفة البشریة وإنهما یعکسان الإعجاز القرآني بحسب الباحثین القرآنیین.

إن دراسة مفردات الآیتین لها أهمیة قصوی في فهم معنی الآیتین ولذلك قام الباحث الديني الايراني "حجة الإسلام والمسلمین رجبي" والباحثة الدينية "فاطمة زهراء روستایي" بتوضیح وتبیین معنی "الصلب" و"الترائب" في الآیتین الکریمتین.

وجاء في الآية الخامسة حتى الآية السابعة من سورة الطارق المبارکة "فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ".

وإذا إستعننا بالعلوم الطبیة في إختصاص العظام والخلایا الدمویة وأیضاً إستعنا بالأدب العربی وتفاسیر القرآن الکریم فسوف نجد أن الآیات 5 لغایة 7 من سورة الطارق المبارکة فیها إعجاز قرآني مدهش.

وتشیر الآیة إلی خلق "الصلب والترائب" من دَم وأن لفظ "بَین" یشیر إلی ما هو داخل العظم البشري والصلب والترائب هي عظام في جسد الکبار تقوم بإیصال الدم بین مختلف الأنسجة فی جسد الإنسان.

ولما في الآیة من تبیینات علمیة قیل أنها تعکس إعجاز القرآن الکریم.

إن سورة الطارق سورة مکیة تتمحور حول المعاد وأهمیة القرآن الکریم حیث یقسم الله تعالی بوجود الرقیب علی الإنسان.

وقال الله سبحانه وتعالی في الآیة 66 من سورة النحل المبارکة "وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقيكُمْ مِمَّا في‏ بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبينَ" ونعرف جمیعاً أن الحلیب یوجد في الثدی ولاعلاقة له بالأحشاء الداخلیة إذا عبارة "مِن بَینِ فَرثٍ وَ دَمٍ" لا تعني إمتزاج الحلیب بالدم بل تعنی أن الحلیب إستخلص من الفرث ثم بعد ذلك إستخرج من دم.

وتعني آیات سورة الطارق المبارکة المشار إلیها سلفاً أن خلق الإنسان من نطفة من بین الصلب والترائب تشیر إلی أن الماء الدافق (أي المنی) خلق من دم لأن الأجزاء التي تصنعه في جسم الإنسان کلها تتغذی من الدم وبالتالي فإن المنی الذي هو أساس خلق الإنسان یستند وجوده إلی الدم.