والكذب قضية تتعارض مع روح الانسان وحقيقته ويتسبب في فقدان الانسان لمكانته وقيمته.

ویعتبر القرآن الکریم الکذب هو کل قول أو فعل لا ینبثق من الإیمان والعقیدة وإن کان صائباً صحیحاً فیقول تعالی "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ" (المنافقون / 1). 

ویعتبر القرآن الشیطان داعیة للکذب ومؤسسه ویحذر الإنسان من إتباع الشیطان في الکذب لأنه بذلك یغوی البشر ویبعده عن الحقیقة "هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ" (الشعراء /221 و 222). 

ولکن بغض النظر عن حکم الکذب في الدین له آثار إجتماعیة کبیرة ومهمة منها إنهدام الثقة الإجتماعیة فإن إنتشار الکذب یزیل إمکانیة التعامل بین الناس ویشوه صورهم لدی بعضهم وبالتالي فهم یعیشون دون ثقة. 

ومع ذلك فإن أول من یتضرر من الکذب هو الکذاب لأن الکذب کـ النمل یتغلغل في وجوده ویبدأ بتآکل شخصیته وعرضه وصیته شیئا فشیئ حتی یقضی علی حیاته الإجتماعیة، كما جاء في الآية الـ28 من سورة "غافر" المباركة "وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ".