ایکنا

IQNA

علماء مشاركون في مؤتمر الوحدة يؤكدون:

الأيادي الأجنبية تضخم الخلافات الجزئية بين المسلمين/ اصلاح المجتمع هدف جميع الأنبياء(ع)

13:45 - October 13, 2022
رمز الخبر: 3488094
طهران ـ إکنا: أكد العلماء والمفكرون المشاركون في المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الاسلامية بالعاصمة الايرانية طهران أن اصلاح المجتمع هدف جميع الأنبياء والأئمة الطاهرين، مؤكدين أن الأيادي الأجنبية تضخم الخلافات الجزئية بين المسلمين.

وقال الباحث الفلسطيني الشيخ هشام عبد الرزاق خلال كلمة له في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية في العاصمة الايرانية طهران ان تفاوت آراء الناس أمر طبيعي ولايمكن تجنبه ولا يمكن أن يأمر الله عزوجل أن تتوحد آراء كل الناس في كل شيء لأن هذا أمر محال وعلى هذا الأساس ينبغي أن لا ننزعج على تفاوت آراء الناس لكن النزاع والخصومة أمر يمكن تجنبه على الأقل على المستوى الفردي والبشرية مأمورة بمعالجة أسبابه.

وقال ان كل الأنبياء والأولياء لو اجتمعوا في زمان واحد ومكان واحد قد يتفاوتون في بعض آرائهم ووجهات نظرهم لكن لا يمكن أن ينجر هذا التفاوت إلى النزاع والخصومة والاختلاف، لأن مناشئ تفاوت آراء الناس تختلف عن مناشئ النزاع والاختلاف.

وأشار الشيخ عبد الرزاق في هذا المجال الى وجهة نظر موسى (ع) عندما رجع إلى قومه غضبان ورآهم يعبدون العجل، فهذه الرؤية متفاوتة مع وجهة نظر هارون (ع). كان موسى سلام الله عليه يتوقع من هارون (ع) أن يستخدم الشدة والغلظة مع بني إسرائيل لكن عندما استمع إلى مبررات هارون (ع) وخشيته من استخدام الشدة على أساس أنها قد تؤدي إلى تفريق وتمزيق بني إسرائيل في حروب أهلية داخلية مدمرة هنا هدأ غضب موسى (ع).

وأعرب عن اعتقاده بان وجهات النظر المتفاوتة إن لم يصاحبها أمراض قلبية من أي طرف، إما أن تنتهي إلى أن يغير أحد الطرفين قناعته وذلك عندما يطلع على المعلومات المتوفرة عند الطرف الآخر ويقتنع بطريقة تحليله لها أو تنتهي إلى أن يسير كل طرف في طريقه الخاص دون أن يصطدم بالآخر.

و أضاف الباحث الفلسطيني ان مناشئ تفاوت آراء الناس قد ترتبط بأسباب موضوعية مثل كمية ونوعية المعلومات الواردة لدى كل طرف أو ترتبط بأسباب ذاتية مثل الفروق الفردية في مستوى الذكاء والقدرة على تحليل تلك المعلومات ، أما مناشئ النزاع والخصومة والاختلاف فإنها ترتبط بشكل مباشر بالهوى والأمراض القلبية كالأنانية والاستكبار والغرور والحسد وإلى آخره من الأمراض.

وقال ان الأنبياء (سلام الله عليهم) معصومون ومبرءون من كل الذنوب والمعاصي النابعة من الأمراض القلبية لكن ليس كل الأنبياء والأولياء مطلعين على الغيب كله بدرجة واحدة.

وعن التفاوت في الرأي بين موسى (ع) من جهة وهارون والعبد الصالح من جهة أخرى رأى الشيخ عبد الرزاق انه يختلف تماما عن الاختلاف القائم بين موسى (س) وفرعون، لأن هذا الاختلاف منشؤه استكبار وأنانية فرعون، إنه ليس مجرد تفاوت في وجهات النظر بسبب عوامل موضوعية أو ذاتية وإنما اختلاف ناشئ عن هوى الذات.

وتوصل الباحث الفلسطيني الى نتيجة مهمة وهي أنك إذا رأيت تفاوتا في وجهات النظر فلا تخف من ذلك ولا تقلق لأن التفاوت في الآراء إن اقتصر على ذلك وإن ظل في إطار تفاوت الآراء هو أمر طبيعي ولا يبعث على القلق لكن إذا إنجر هذا التفاوت إلى النزاع والاختلاف فهذا يكشف أن أحد الطرفين على الأقل قد امتزج رأيه بالأمراض القلبية وصار هذا التفاوت في الرأي مجرد ذريعة لتفريغ تلك الأمراض القلبية في الخارج.

العلامة دراني: الايادي الأجنبية تضخم الخلافات الجزئية بين المسلمين

قال العلامة محمد رحيم دراني من باكستان ان الأيادي الأجنبية تضخم قضية صغيرة تسبب اختلاف المسلمين وتخفي القضايا الكبرى التي تتسبب في وحدة المسلمين حيث تعلن أشياء كاذبة ضد طائفة وضد جماعة لا وجود لها على الإطلاق.

وأضاف العلامة دراني في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي ان  سبب الاختلاف بين المسلمين بدأ بموضوع الخلافة بعد النبي (ص) حيث انقسم المسلمون الى فرقتين حول من سيخلفه وهذه حقيقة.

وصرح بان الاختلاف الثاني فهو يتعلق بالقرآن والحديث، القرآن أنزل من الله تعالى ، والحديث جاء على لسان الرسول الأكرم (ص) ولكن كل منهما مستخدَم بطرق مختلفة، يستخدم السنة والطوائف المختلفة القرآن الكريم لإثبات مباحثهم ومطالبهم.

وأيضا يستخدمون الأحاديث من أجل ذلك، هذا الاختلاف طبيعي وكان وسيظل كذلك، وعلينا التعامل مع هذه الاختلافات.

وأكد ان ما يزعج الانسان هي  تلك الاختلافات الصغیرة مشيراً الى ان هذه الاختلافات الصغيرة تأتي من شي واحد، من ذلك الملا، من ذلك المولوي، من ذلك المرشد، من ذلك الشخص الذي هو إما ضعيف التعليم، أو أمي، أو لديه تعصب، يضخم الأشياء الصغيرة في الإسلام، ويضخم قضايا الإسلام الصغيرة جدًا التي تسبب الاختلاف، لتبدو وكأنها كبيرة.
الأيادي الأجنبية تضخم الخلافات الجزئية بين المسلمين/ اصلاح المجتمع هدف جميع الأنبياء(ع)
وأوضح العلامة دراني ان هناك نوعين من التعصب، الأول التعصب في الدين. أنا متعصب لديني، وأنا متعصب لاتباع ديني. وهذا لا عيب فيه. الجميع لديه مثل هذا التعصب ويجب أن يكونوا كذلك. والتعصب الأخر هو معاداة الفرق والمذاهب الاخرى، وهذا غير صحيح.

وحول منشأ التعصب الأعمى قال عالم الدين الباكستاني ان هذه التعصبات تاتي من الجهل والجهالة. الجهل والجهالة متماثلان تقريبًا. فإما أن يكون هذا الشخص المتحيز جاهلاً ، أو أن يكون أتباع هذا الرجل جهلاء، أم أن هذا الرجل يريد إبقاء أتباعه في جهلهم وأن يستمر في منصبه ولا يريد أن يبتعد عن منصبه. أي أنه لا يريد أن يخسر هذا المنصب أو الكرسي.

وطالب العلامة دراني أصحاب المنصة والكرسي و العاملين في الإعلام و العلماء وأصحاب المنابر والأساتذة والأكاديميين ألا ينشرو الأشياء التي تسبب الاختلاف بين المسلمين في وسائل التواصل الاجتماعي.

باحث باكستاني: اصلاح المجتمع هدف جميع الأنبياء والأئمة الطاهرين

قال الدكتور عطاء الله الرحمن عضو الجماعة الاسلامية في باكستان إن جميع الأنبياء والأئمة الطاهرين وكبار الامة الاسلامية قد بعثوا لإصلاح المجتمع.

وأضاف في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي ان الهدف من الاصلاح هو الاتحاد وعلى المسلمين ان يتحدوا ويقضوا على الخلافات والانقسامات .

وصرح بان الإصلاحات في القضايا السياسية والاقتصادية والقضايا الاجتماعية والقيادة والدفاع والإنصاف والعدالة من أهداف الأنبياء عليهم السلام.
الأيادي الأجنبية تضخم الخلافات الجزئية بين المسلمين/ اصلاح المجتمع هدف جميع الأنبياء(ع)
وشدد على ان الفساد السياسي والاقتصادي والديني كان سببه فساد الدين، فتقول الآية الكريمة: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ.

وقال ان من أهداف الأنبياء إصلاح العقيدة والقضاء على الجهل وهذا لايمكن الا  بالتمسك بالوحدة في المجتمعات الاسلامية.

أخبار ذات صلة
captcha