ومعرفة الدين أمر لا بدّ منه، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ122 من سورة "التوبة" المباركة "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ".

والتفقه في الدين هو السعي لتحصيل المعرفة العميقة في الدين والعقائد والأحكام الإسلامية، وفي هذا الصدد، يجب على بعض الأشخاص أن يبذلوا جهودهم في هذ الطريق لكي يصبحوا فقهاء، کما أنه من الضروري أن يقلد الناس هولاء الفقهاء ويتبعونهم في الأمور والأحكام الدينية.

وبالطبع، هذا لا يعني أنه ليس من الضروري للناس العاديين أن يسعوا لمعرفة الدين وفهمه، بل من واجبنا جميعاً أن نعرف الدين كما هو.

هذا ويذكر أن التفقه في الدين والمعرفة العميقة به لايقتصر على معرفة الأحكام الشرعية كالصلاة والصوم والخُمس وما إلى ذلك، بل معرفة أصول الدين والمعتقدات الاسلامية، وتاريخ الإسلام أمر ضروري، لأن القرآن الكريم الذي يضمّ  أكثر من ستة آلاف آية، ترتبط حوالي خمسمائة آية منه فقط بالأحكام الشرعية.

مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة؛ (التوحید) بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"