والحمد لله الباسط يده بالعطية والبركة على خير الورى محمد وآله خير الخلق سجية وبعد …
"ناطق لا يعيا لسانه" كلمة من أمير الكلام الامام علي(ع) يبين فيها عظمة هذا الكتاب المبارك وكأنه مدرك لكل ما حوله فيه ظهر وبطن وغيب وشهادة حلم وعلم جمال وراحة رقة ودقة حتى البشاشة على الشفة وكيف لايحاولون العبث والنقمة أيملكون ما يملكه كلا فإذاً قولوا سحر شعبذة إرهاب لأن النور لايطفأ بالنور بل يمتزج به ولا نور كنور القرآن فإذا هي الظلمة حرق تهم تحريف تضليل وكل وعاء بما فيه يسيل هذا دأبهم وهذه شيمهم ولكن أنَّى لهم ألم يقرؤوا "واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد".
ولايمكننا أن نساوي بين الثرى والثريا لنسوق عنهما تعبيراً واحداً في صفات توائم الجمال أو تعاكسه والقرآن "بيت لا تهدم أركانه" والحرية بكل الاحوال أمانة ومسؤولية فخيانتها وعدم تحملها لاينبآن إلا عن هبوط همة ونحوسها والحرية الحق هي بالعدل، والانصاف ووضع الأمور بمواضعها ولا سيما بحق القرآن الكريم الذي أماط اللثام عن كل تخاريف المضلين من أفراد الانسانية.
فدعا للعبادة الحقة ولنبذ العصبية والشيطنة وكما كبح جماح الشهوات وأطَّرها في طرقها وسبلها فطبيعي أن ينزع أهل الزيغ والضلال لصبّ جام غضبهم على القرآن وأهله ويقفوا صفاً في سبيل الشيطان مع قتلة الأنبياء ومنكري الرسالات.
وهذا ما يميز دعوة الحق والعقل أنَّها أبقت المساحة الواسعة ما بين الامم لتحاور حتى مَن لايتفق معك في روآك "لتعارفوا " حيث بداية الطريق المعرفة بقيم وعادات وعرفيات كل قوم لتحل آداب المحاورة والاستفادة والافادة من أخوة الانسانية أقله فكيف لو ترقت تلك المعرفة بالآخر وعاضدها إخوة الدين وازينت بالاحترام المتبادل لخصوصيات الشعوب والامم ولعلت كلمة الحق والمنطق وهذا الذي يؤكد عليه منطق القرآن بقوله للدعوة السواء ولكن من أهان نفسه ولم يأخذ بشوامخ الهدايات، والنيرات حتماً سيختار لغة الحرق والسب وامتهان مقدسات الآخرين، لأنه رضي الهوى وعطفه على الحق ولم يعطف الحق على الهوى.
وبشتى اللغات لهو من الطرق المؤدية لكف بأس وجهل الآخرين بحق الدين القيِم ومن ثمَّ فإنَّ دأب فرادى الامة على أخلاقيات وسلوكيات الكتاب والفهم الزماني لطروحات وبيانات الخطابات المباركة والإجتماع على القرآن لإحياء ما أحياه وإماتة ما أماته والتمسك به وعدم الاستنسابية بالتطبيق له من السبل الآيلة بإفساح أبواب البشرية لسراج لمع ضوؤه وشهاب سطع نوره وزند برق لمعه وكما قال سيد الوصيين " … وعز لا تهزم أعوانه" فكوننا أعوان للقرآن أن نلوذ به ونستضىء بنور هديه.
والحمد لله أولاً وآخرًا وظاهراً وباطناً وأزكى وأنقى الصلاة على محمد وآله عين الحياة وجوهرها.
بقلم مدير جمعية القرآن في "بعلبك" اللبنانية "الشيخ حاتم برو"