إننا نغفل أحياناً عن دورنا في خلق المصائب ونشكو الله متسائلاً: "يا الله إن كنت عادلاً فلماذا حدثت لي هذه الضيقة؟ في حين أننا بأنفسنا نتسبب في الكثير من هذه المصائب.
إذا أصابتنا مصيبة في الحياة، فربما يكون ذلك بسبب عملنا في خلق المشكلة للآخرين وفي هذا الاطار، روي عن الامام علي(ع): "مَن حَفر بئراً لاخیه وقع فیها".
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الموضوع في عدة آيات فيقول:
"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ(الشورى / 30)".
"وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ(الروم / 36)".
"وَامّا اِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلیهِ رِزقَهُ فَیَقُولُ رَبّى اَهانَنِ(الفجر / 16)".
لا يقطع الله سبحانه وتعالى رزق أحد بدون سبب، لذلك علينا أن نبحث عن سبب وسرّ هذه النواقص في سلوكنا وفي هذا السياق، قال الله تعالى في الآيتين الـ17 والـ18 من سورة الفجر المباركة "كلاّ بَل لا تُكرِمُون الیَتیمَ و لا تَحاضُّون عَلى طَعامِ المسكینِ"، كما جاء في الآية الـ114 من سورة النحل "فَكَفرتْ بِاَنعُمِ اللّهِ فَأذاقَها اللّهُ لِباسَ الجُوع و الخَوف".
إن الكفر أحيانًا يكون الكفر بالله أو بأمر الله أو بالنعم الالهية وفي الحالة الثالثة: إذا لم نحسن استخدام النعم فيسمى بالكفران وتنص هذه الآيات القرآنية بوضوح على أن خلق العديد من المشاكل يعود الى سوء أدائنا.
مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة الاسلامية(العدل)" بقلم المفسر القرآني الايراني "الشيخ محسن قرائتي"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: