وخلال الندوة الحوارية التي نظمها المركز الثقافي الاسلامي في بيروت، سجل الخطيب عتبه على المثقفين العرب والمسلمين وعلى رجال الدين المسلمين والمسيحيين، لانهم لم يكونوا على مستوى التحدي لمواجهة الثقافة الغربية المنحلّة التي تشكل خطراً وجودياً على البشرية.
ونوَّه الخطيب بالتقارب السعودي الايراني، داعياً الى ضم تركيا الى حلف عربي اسلامي لتشكيل استراتيجية عربية اسلامية مواجهة تواجه التحديات العالمية ضد منطقتنا.
وأشار إلى أن "موضوع الاقليات هو موضوع افرقاء وايجاد الارضية اللازمة لاستخدامه لتحقيق مصالح العالم الغربي، وهذا الشعار كان في ايام الدولة العثمانية ليستطيع العالم الغربي والاستعماري ان يضع يده على هذه المنطقة وان يدخل اليها، استخدم شعار حماية الأقليات"، لافتاً إلى أن "ليس هناك من أقليات، هناك مجتمع واحد متنوع ثقافيا متنوع دينيا، وموضوع الاقليات اصلاً اذا عدنا الى التاريخ الماضي الاسلامي فان المسلمين لم يقصروا مع بعضهم البعض، ارتكبوا ما لا يجوز ارتكابه بحق بعضهم البعض، المسيحيون ايضا ربما في بعض الفترات التاريخية ايضا اُرتكب شيء بحقهم، ولكن لم يتفقوا مع بعضهم لكن فيما وقع بينهم لم يقع بين المسلمين والمسيحيين".
ورأى أن "المشاكل التي نعيشها في العالم العربي والاسلامي هي مشاكل جهل وعن جهل ينشأ التطرف، وما عشناه بالامس من مشاكل في العالم العربي والإسلامي، هذا ناتج عن الجهل في فهم الدين، وانا حمّلت المراكز الدينية وحمّلت المفكرين والمثقفين في التواني عن القيام بواجبهم فيجب عليهم التوعية في المستوى الفكري"، مشيراً إلى أننا "نتطلع الى ان يرتقي الاتفاق الايراني السعودي الى مستوى عال وان تدخل تركيا فيه، وان يكون هناك استراتيجية عربية اسلامية وان تكون المصالح الوطنية محكومة بسقف المصالح القومية والعربية الإسلامية".
علی الصعيد اللبناني تمنى ان "تنتهي كل المشاكل التي تتكرر وهي ناشئة عن الموضوع الطائفي الذي انا تقدمت وقلت ان اخواننا بعض المسيحيين الذين يرون في موضوع الطائفة هو حفظ لهم فهل هذا النظام حفظ المسيحيين"، متوجهاً إلى المسيحيين بالقول: "النظام الطائفي في لبنان لم يخدم احد وان هناك سلبياته ولا يوجد بعض الايجابيات ولكن نرى السلبيات اكثر من الايحابيات ، وهي تضخ التعصب الطائفي وتفرق الطوائف فيما بينها وتنافس الطوائف على مراكز السلطة في البلد وتعطيله، اذا كان اساس العلة في هذا النظام الطائفي، فواجب المثقفين الذين يتحملون المسؤولية التواصل مع الرأي العام الفكري والنقاش الصريح والخالص لمصلحة لبنان والمسلمين والمسيحيين، هل المشكلة طائفية في لبنان وان المسلمين في لبنان يشكلون خوف على المسيحيين؟"
ورأى "ان لا المسيحية تشكل خطراً على المسلمين، ولكن هذا الخطاب الذي يبدو للاسف ان هناك مشاكل سياسية تعطى بعدا طائفياً، ونحن لا ندخل فيها وانا اقول بشكل واضح وصريح باننا لسنا جزءا من هذا الصراع السياسي الذي يضر، ولكن الصراع السياسي واتباع الطائفية هو ان مشكلته ان هذا النظام نظام طائفي ولو كان مبنيا على اساس المواطنة وعلى اساس العدالة والانسان حينئذ لما كنا اجتزنا كل هذه المخاطر ولم نقع في الفخ ولا نعيدها ونكررها كل ١٥ سنة، ولكن نحن نريد ان نعمر لا ان ندمر"، معتبراً أن "الحل في الحوار ونحن ضد العنف المسلح لاي سبب من الأسباب، نحن مع الحوار، يعني تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، فاذن الموضوع هو موضوع حواري موضوع اخلاقي".
المصدر: جریدة النشرة اللبنانیة