الجهاد مع النفس هو منهج تربوي يعني فرض الأعمال الحسنة على النفس ومنعها من السيئات قسراً.
وفي هذا النهج الإنسان يكون مربياً ومتربياً في آن واحد وهو نهج استخدمه نبي الله إبراهيم (ع) في مقامات عديدة منها كـ الآتي:
أولاً: إسكانه لزوجته وأبناءه بواد غير ذي زرع
إذ قال إبراهيم (ع) "رَّبَّنَا إِنىِّ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتىِ بِوَادٍ غَيرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ فَاجْعَلْ أَفئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تهْوِى إِلَيهِمْ وَ ارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون" حيث اختار إبراهيم (ع) السكن في مكة المكرمة امتثالاً لأمر الله تعالى.
ثانياً: ذبحه ابنه إسماعيل
وقال الله تعالى " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يَابُنىَ إِنىّ أَرَى فىِ الْمَنَامِ أَنىّ أَذْبحُكَ فَانظُرْ مَا ذَا تَرَى قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنىِ إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابرِين فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِين" حيث أمر إبراهيم (ع) بذبح إبنه إسماعيل(ع).
وامتثل سيدنا إبراهيم (ع) لأمر ربه دون أن يعترض على ذلك ولكن عندما وجد السكين لا تجرح إسماعيل (ع) ناداه ربه "وَ نَادَيْنَاهُ أَن يَإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْيَا إِنَّا كَذَالِكَ نجَزِى الْمُحْسِنِينَ انَّ هَاذَا لهوَ الْبَلَؤُاْ الْمُبِين وَ فَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم".