وإهانة القرآن تشبه الإقدام على تجاوز سدود الأدب والحسنى، فالقرآن كتاب ينبعث منه نور الهدى، ويدعو إلى تعارف الأمم في رحاب الكون. إنها أكاليل الكلمات التي تنثر عطر النقاء والتعارف، وتصاغ بلغة الجمال والتعايش.
وإهانة القرآن تعكس تخلُّف الأفكار وضياع العقول، ففي هذا الكتاب تتوجه دعوة إلى العقل والتفكير السديد، ولا يُعقَل تجاوز حدود الأدب والأخلاق عند التعامل معه، فإهانته ليست مجرد هجوم على كتاب مقدس بل هي جريمة ضد الانفتاح العقلي والروحي للبشرية.
وإن من أعظم قيم الحرية أن تكون عقولنا حُرَّة، لكن حرية الفكر لا تعني السماح بالسب والانتقام.
كلمات القرآن تكون كالنسائم اللطيفة التي تروي أرواح البشر بالسلام، يعزز القرآن الكريم بنداءاته السلام والتعاون ونشر رسالة الحب والخير والقول الحسن.
فإهانة القرآن تُظلم سماء الحوار وتعتري جمال التعارف بين الشعوب.
القرآن هو كتاب يرسم لنا مسار التعارف والتفاهم بين شعوب العالم. فإهانته، تعني اتخاذ خطوات نحو السقوط في الهاوية الأخلاقية، إساءة القرآن ليست فقط تجاوزًا للحدود الأخلاقية، بل هي نزعة خبيثة تجاه حرية الفكر وتقويض مفهومها.
إن الحرية الحقيقية تنطوي على احترام أفكار الآخرين والتعايش مع تنوع الرؤى. إنها استهانة بالحرية الفكرية وقمع للتسامح والتعايش السلمي، كما تشجع على السب والانتقام بدلاً من العقلانية والحوار البناء. إنها تحاكي استبداد العقل واستنزاف مصادر الأمل والسلام.
إن القرآن يدعونا إلى بناء جسور المحبة والتفاهم بين شعوب العالم والقول الحسن مع الناس، فهو ليس مجرد كتاب ديني للمسلمين، بل هو دليل على الحكمة الإلهية التي تدعو إلى اجتناب المعاداة، فإهانة مثل هذا القرآن دعوة شيطانية إلى الحضور في أرض الانقسام والعداء، ومحاولة في نشر الأفكار السوداء.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
twitter
بقلم الباحث في الدراسات القرآنية "آية الله الشيخ أحمد مبلغي"