وفاة آخر سقا في مصر
القاهرة ـ إکنا: ارتقت إلى السماء روح عم عبد الحميد، آخر سقا فى مصر، وأحد أهم المظاهر التي كان يمكن أن تشاهدها أثناء زيارة آل البيت(ع) في القاهرة خصوصاً السيدة زينب وسيدنا الحسين(عليهما السلام)، بعمامته الخضراء وذقنه البيضاء والقربة علي ظهره.
وتم تشييع جثمان آخر سقا فى مصر من مسقط رأسه فى مركز منفلوط فى محافظة أسيوط، وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي صور السقا الراحل بملابسه المميزة.
ونعي محبي آل البيت العم عبد الحميد، ويقول عبده محمد علي: "كل سقا مات إلا السقا في الساحات، عمي عبدالحميد فى ذمة الله، سقا فى ساحات أهل البيت".
ويضيف إسلام حركاوي: «في شعري الحزين، افتقدنا صوفياً عظيماً، ساقي محبي آل البيت بلا منازع، كان يعيش حياته ليروي أفئدة الناس، يرتويهم بالماء في شارع الأمان».
آخر أمنياته
وقال المصور محمد الوراني، صاحب الظهور الأول للعم عبد الحميد بكر من خلال جلسة تصوير في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة لموقع “صدى البلد” إن آخر أمنية لآخر سقا في مصر “أداء رحلة الحج” لكنه توفي قبل تحققها على أرض الواقع علما بأنه أدي رحلة العمرة قبل عامين.
من هو آخر سقا في مصر؟
عبد الحميد بكر آخر سقا في مصر كان أبا لـ 7 أولاد، 4 ذكور و 3 بنات، احداهن من ذوي الهمم.
عمل عبد الحميد بكر بسقيا الناس لأكثر من 50 عاماً في الكثير من رحاب آل البيت والأولياء الصالحين بالمحافظات المصرية.
واشتهر عبد الحميد بكر بوجه البشوش وجلبابه الأخضر الجميل راويا عطش الناس بقربته التي يحمل فيها الماء البارد المضاف له القليل من ماء الورد على الجانب الأيسر من وسط جسده، حاملا على الجانب الأيمن شنطة بها احتياجاته وعدد من الأكواب الفضية التي تساعده في مهنته التي تطوع بها لخدمة عباد الله منذ شبابه لا يمنعه في ذلك أي شيء.
واشتهر عبد الحميد بكر آخر سقا في مصر بجملة: «نحن قوم لا نطلب ولا نرفض» موضحا في آخر لايف له مع موقع صدى البلد: "هذا مثل صندوق ماء مجاني بجوار ثلاجة خاصة، إذا أخذ منها الشخص بدون مقابل فلا بأس، وإن ترك مقابلا فهذا خير وبركة، لكننا لا نطالبه بشيء ابدا، فلساني أخرس ويدي مقطوعة عن طلب المقابل مثل أجدادي".
وعن سبب دخلوه المهنة، أوضح آخر سقا في مصر في آخر لايف له: "بكيت لوالدي علشان أشيل القربة لسقيا الناس، منوها “أحب القربة بشكل كبير منذ أن كان في السادسة عشر من عمره وارثا إياها “أب عن جد” اكتسبها منذ رجوعه من رحلة العمرة".
المصدر: المصری الیوم
