جاء ذلك في بيان موسع من 10 نقاط، نشره الصدر على حسابه في "تويتر"، قال فيه إن "مثل هذه الجرائم (حرق القرآن) قد تعتبر دليلا على وجود مخطط أدهى وأمر قد يطال باقي المقدسات مثل الكعبة قبلة المسلمين أو مراقد المعصومين في المدينة المنورة أو البقيع أو العراق أو غيرها".
وأضاف: "لكن هذه المرة ليست بأيدي المذهب الشاذ بل بأيد قد لا تخطر على بال أحد، فالحذر الحذر لاسيما مع التراخي الواضح من قبل الدول وحكامها وضعف ردودهم واكتفائهم بالتنديد والشجب والاستدعاء وما شاكل ذلك مما لا ينهض بالمطلوب ولا يكون رادعا عن التجرؤ على فعل ما يسيء لمقدساتنا".
ولفت إلى أن تكرار حرق القرآن أمام السفارة العراقية دون غيرها من سفارات الدول الإسلامية يدل على أن العراق بات قبلة العالم.
وذكر السيد الصدر في تغريدة تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن" لـ(نور الله) عدة مصاديق، وما يهمنا هنا هو كون أحد مصاديقه هو: (القرآن الكريم)"، مضيفاً، أنه" ومن هنا سعى الغرب وأعداء الإسلام إلى حرق القرآن الكريم ظناً منهم أنهم بذلك سيطفئون نور الله بأفواههم من خلال كلمات وإشكالات يطرحونها أو شتائم يلقونها ضد كتاب الله أو من خلال أفعالهم وأيديهم فيحرقونه ويهينونه بأفعال مشينة، إلا إن الله يأبى ذلك، فالله متم نوره ولو كره الكافرون".
وأضاف، أنه" نعم، إن جريمة حرق القرآن الكريم والفرقان المبين مهما انطوت على الحقد والضغينة وكانت جريمة نكراء وفيها تحريض عظيم على الكراهية وفيها تجرؤ وقح من قبل ضعفاء النفوس الذين ملأت عقولهم الشبهات الشبابية والسفسطائية والشهوية فهم أقرب للدجال الذي ينظر بعين واحدة وهي عين الحقد والشهوة".
وتابع السيد الصدر بالقول:" إلا إن حرقهم للقرآن الكريم كان رسالة واضحة للمسلمين بكل أطيافهم، ولا بد أن نأخذ العبرة منها، وذلك بعدة نقاط:
أولاً: إن فعلتهم وإن كانت نكراء إلا إنها كانت باباً لتذكير المسلمين بدينهم وقرآنهم الذي كاد أن يكون مهجوراً بين المسلمين، ولا أعني حفظه أو قراءته بل حبه وتقديسه وفهمه والتدبر فيه والتمعن بآياته ومعانيه والدفاع عنه.
ثانياً: قد بينت تلك الحادثة مدى الحقد الدفين الذي تكتنفه صدور الكافرين ضدّ ديننا وإسلامنا بل ضدّ إله السماء- إن جاز التعبير- وضد الأديان السماوية أجمع، فلا ينبغي من الآن فصاعداً حسن الظن بهم والتقرب إليهم.. فمن كاد لديننا اللهم فكده ومن أراده بسوء فأرده.
ثالثاً: بأن كذب ادعائهم أن الأديان واحدة ولا بد أن تجتمع في دين واحد وهو: (الإبراهيمية) كلا، فما كان إبراهيم إلا موحداً حنيفاً وما كان من المشركين أو من حارقي كتب الله تعالى أو ممن يزدري الأديان ويتجرأ عليها.. فحاشاه إنما كان نبي الله إبراهيم أمة وإماماً داعياً إلى حق وصراط مستقيم وإلى الهدى والرحمة والصلاح والإصلاح.
رابعاً: لعلّنا نستطيع أن نستوحي من حرق القرآن.. مدى الضعف الذي وصلت إليه الأمم والشعوب والدول الإسلامية وإلا ما كان ليتجرأوا على فعل ذلك.
وأهم أسباب الضعف هو الفرقة والتفرق التي أشاعتها بعض الفرق الشاذة بين صفوف المسلمين، فينبغي على الجميع طي صفحة الفرقة والسعي الحثيث إلى رص الصفوف لنكون كالبنيان المرصوص فالله تعالى يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص.
خامساً: إن مثل هذه الجرائم قد تعتبر دليلاً على وجود مخطط أدهى وأمر قد يطال باقي المقدسات مثل الكعبة قبلة المسلمين أو مراقد المعصومين في المدينة المنورة أو البقيع أو العراق أو غيرها لكن هذه المرة ليست بأيدي المذهب الشاذ بل بأيد قد لا تخطر على بال أحد.
فالحذر الحذر.. ولا سيما مع التراخي الواضح من قبل الدول وحكامها وضعف ردودهم واكتفائهم بالتنديد والشجب والاستدعاء وما شاكل ذلك مما لا ينهض بالمطلوب ولا يكون رادعاً عن التجرؤ على فعل ما يسيء لمقدساتنا.
سادساً: إن هذه الجريمة جاءت في شهر محرم الحرام وما فيه من حدث جلل، تجرأ فيه أصحاب الرايات الحمر من بني أمية لعنهم الله على سبط الرسول صلوات الله وسلامه على الرسول وأوصيائه وأسباطه، فيكون في ذلك دلالة على ترابط الإمام الحسين عليه السلام مع القرآن الكريم فيدور معه أينما يدور كما دار الحق مع أبيه أمير المؤمنين والمؤمنات علي بن أبي طالب عليه السلام.
سابعاً: جاءت هذه الجريمة بعد بلاء وباء كورونا وبعد تطبيع بعض الدول (الإسلامية) مع إسرائيل وبعد تعاطف بعض المحسوبين على الإسلام مع المجتمع الميمي، فهي تنبيه صارخ على أن التهاون في الثوابت الدينية والاجتماعية سيضعف من قوة المسلمين وفيه خوف على بيضة الإسلام.
ثامناً: إن هناك تفسيرات خاطئة لآيات القرآن الكريم وفهما خاطئا من قبل بعض المذاهب الشاذة تسبب بتجرؤ الغرب ومحبيه ضد القرآن، ولذلك فلا بد على المسلمين بمذاهبهم كافة أن يجددوا الخطاب ويجددوا فهمهم لآيات الله القرآنية بأسرع وقت ممكن ومن خلال الرجوع إلى القرآن الناطق ومن نزل الكتاب في كنفهم أعني عدل القرآن: (العترة الطاهرة) أهل بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل.
تاسعاً: لعل تلك الحادثة هي بلاء من الله تعالى واختبار للمسلمين، واستمرار البلاء فيه دلالة جلية على استمرار غضب الله وعدم رضاه عن أفعال الكثير من المسلمين، والاختبار يقتضي أن نسعى للنجاح فيه.
إذن، فليراجع الجميع أنفسهم وأفعالهم والمسارعة إلى التوبة وطلب الغفران. غفرانك ربنا وإليك المصير.
عاشراً: إن تكرار حرق القرآن أمام (السفارة العراقية) دون غيرها من سفارات الدول الإسلامية يدل على أن العراق بات قبلة العالم وهي من بركات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كما وفيه تمحيص للشعب العراقي عسى أن ينجح في الاختبار ليكون الحاضن الأكبر لثورة الإمام المهدي روحي له الفدى.
تجدد الاعتداءات
والاثنين، شهدت الدنمارك والسويد اعتداءات جديدة استهدفت المصحف الشريف، ففي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، قام أعضاء مجموعة "الوطنيون الدنماركيون" القومية والمعادية للإسلام، بحرق القرآن الكريم أمام مبنى السفارة السعودية.
ورفع أعضاء المجموعة لافتات مسيئة للإسلام، تزامناً مع نشر هذه الممارسات على منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
الاعتداء الذي جرى بحماية من قوات الأمن، شهد أيضاً دوس أحد المعتدين بحذائه على المصحف الشريف.
وذكرت المجموعة في إعلانها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنها تعتزم حرق القرآن الكريم، اليوم، أمام مبنى السفارة العراقية أيضاً.
في السويد، طالب سلوان موميكا المنحدرة أصوله من العراق، بحظر الدين الإسلامي في البلاد، وذلك خلال حرقه نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى البرلمان.
وقام "موميكا" بالدوس على القرآن الكريم، رغم ردود الفعل من قبل المحيطين به، وذلك تزامناً مع تدابير أمنية من قبل عناصر الشرطة.
وخلال قيام "موميكا" بتصرفه هذا، سانده في ذلك مواطن عراقي آخر يُدعى "سلوان نجم"، وقاما أيضاً بالدوس على العلمين السعودي والإيراني.
وفي الأثناء، احتجت مجموعة من الأشخاص على تصرف "موميكا"، عبر ترديد عبارات التكبير، ورفع العلم العراقي والمصحف الشريف.
وفي السياق، أفادت الشرطة السويدية بأن سلوان موميكا وسلوان نجم، تقدما بطلب إليها للحصول على إذن بحرق المصحف الشريف أمام جامع تركي في العاصمة ستوكهولم، ومبنى السفارة الإيرانية.
تدابير أمنية
وعلى خلفية تجديد اللاجئ العراقي سلوان موميكا، حرق نسخ من المصحف وصورة تعبيرية للإمام الحسين، وأخرى لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، خلال فعالية أشرف على تنظيمها برفقة مهاجر عراقي آخر، يدعى سلوان نجم، قرب مبنى البرلمان في ستوكهولم، فقد شددت قوات الأمن العراقية، ليلة الاثنين/ الثلاثاء، إجراءاتها الأمنية حول السفارة الألمانية في العاصمة بغداد.
وقامت قوة أمنية من الشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب، بإغلاق الشارع المؤدي إلى السفارة الألمانية ضمن منطقة المنصور في بغداد، فيما انتشرت قوة من حفظ القانون (مكافحة الشغب) أمام مبنى السفارة، تحسبا من احتجاجات على خلفية حرق القرآن، بحسب وسائل إعلام محلية.
ويتزامن ذلك مع تجديد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في بيان مشترك إدانتهما "تكرار الاعتداء على قدسية المصحف الشريف والمقدسات الإسلامية من قبل نفر ضال" وشدّدا على ضرورة أن "تتخذ الدول موقفاً أكثر حزماً، يكون كفيلاً بإنهاء هذه الممارسات الإجرامية".
المصدر: وكالات