والتوبة تعني الندم على الماضي والعزيمة على ترك الذنب وتعويض الماضي بالحسنات والتوبة الشرعية تتكون من أربع مراحل وهي "ترك الذنب لقبحه"، و"الندم" و"العزيمة على تركه"، و"الامتناع من تكرار".
والتوبة هي الرجوع إلى صراط الله بعد الانحراف عنه، و لا تتحقق التوبة إلا بالندم على فعل السيئات، و العزم على ترك الذنوب وعدم الرجوع إليها مع الجد في ترميم الصدع الذي طرأ على حياة الإنسان المعنوية بسب تلك الذنوب، و المبادرة إلى أداء حقوق الناس وحقوق الله التي ضيعها الإنسان في تلك الفترة.
ولو لا التوبة ووجود سبيل للعودة إلى الله تعالى لن ينمو الإنسان لأنه كائن مختار يرتكب الذنوب والخطايا فيجب أن يكون قادر على التوبة كي يستطيع النمو.
ويخاطب الله تعالى في الآية 82 من سورة طه المباركة بني إسرائيل قائلاً "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" وهي آية توضح أن الله تعالى يغفر الذنوب لمن تاب مرات عديدة وليس مرة واحدة.
ونقرأ في قصة سيدنا موسى(ع) أنه بعد أن أنقذ الله بني إسرائيل من ظلم الفراعنة أقبلوا على عبادة الأصنام أثناء غيبة النبي موسى(ع)، فلما عاد سيدنا موسى إلى قومه ورأى هذا الوضع أمر "فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ"(البقرة / 54).
وذهب موسى(ع) ليأتي قومه بالكتاب وهنا كانت المفاجأة: فلم يغب عنهم موسى(ع)، حتى نسي بنو إسرائيل الرسالة والرسول والكتاب ونسوا الله سبحانه وانحرفوا عن خط التوحيد واتجهوا نحو عبادة العجل.
ولهذا السبب صدر أمر شديد من الله، ليس له مثيل في تاريخ الأنبياء كله، وهو أنه مع الأمر بالتوبة والعودة إلى التوحيد، صدر الأمر بالإعدام الجماعي لمجموعة كبيرة من الخطاة بأيديهم.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: