الردّ بالمثل في سيرة سيدنا موسى(ع)
ومن الأساليب التربوية التي استخدمها بعض الأنبياء (علیهم السلام) هو أسلوب الردّ بالمثل وهو أسلوب تقوم خلاله بالردّ على الآخر كما يفعل وبنفس الأسلوب الذي يستخدمه.
ولايجيز المنطق القرآني الإساءة إلى الآخرين بحجة أنهم أساؤوا بل أمر المؤمنين بأن إذا خاطبهم الجاهلون فيقولون لهم "سلاماً" ولكن في مواقف معدودة أمر القرآن الكريم بالردّ على الجاهلين المستكبرين بالمثل.
وفي هذا الإطار قال الله تعالى في الآية 194 من سورة البقرة المباركة " فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".
وأمر الله تعالى سیدنا موسى (ع) بأن يقوم بدعوة فرعون إلى الهداية "وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسى تِسْعَ آیاتٍ بَیِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِی إِسْرائِیلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّی لَأَظُنُّکَ یا مُوسى مَسْحُوراً" (الإسراء / 101) وردّ سیدنا موسى(ع) فرعون بالقول "قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلّا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ بَصائِرَ وَ إِنِّی لَأَظُنُّکَ یا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً" (الإسراء / 102) وهذا دليل على استخدام موسى (ع) لهذا النهج التربوي في الهداية.
