سيدنا آدم(ع) هو أول نبي من أنبياء الله تعالى، وأبو البشر، خلقه الله تعالى بيديه، وعلّمه الأسماء كلها، ثم أمر الملائكة بالسجود له، وبعدها عاش آدم(ع) في الجنة، وخلق الله تعالى له زوجته حواء، وأباح لهما كل ثمار الجنة ونعيمها إلا شجرة واحدة، فوسوس لهما الشيطان فأكلا منها، فأنزلهما الله تعالى إلى الأرض وأمرهما بعبادته وحده لا شريك له ودعوة البشر إلى ذلك.
والسؤال الموجود في هذا الصدد والذي شغل أذهان الباحثين والمفسرين هو أين كانت هذه الجنة وما هي خصائصها؟
وقال تعالى في الآية 35 من سورة البقرة المباركة " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" وتحدث المفسرين عن الجنة التي سكنها آدم (ع) وزوجته حواء(ع).
وقال البعض إن الجنة التي كان فيها آدم (ع) هي الجنة الخالدة بينما قال البعض الآخر من المفسرين إنها جنة في الأرض.
واستند أصحاب التفسير الأخير إلى قوله تعالى "قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى"(طه / 120).
ومن التفاسير أن الجنة المشار إليها هي أرض القدس الشريف وذلك بحسب الآية 58 من سورة البقرة "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ".
ووبحسب رأي بعض الباحثين، الجنة التي سكنها سيدنا آدم(ع) هي جنة "عدن" التي في شمال بلاد ما بين النهرين، كما قال البعض الآخر أن هذه الجنة تقع في منطقة الدلتا الأسطورية في ملتقى نهري دجلة والفرات.
هذا ويذكر أن منطقة بين النهرين هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب آسيا، وتعد من أولى المراكز الحضارية في العالم. وهي تقع حالياً في العراق، وسوريا وتركيا ما بين نهري دجلة والفرات، وأشهر حضاراتها هي حضارة سومر وأكد وبابل وأشور وكلدان.