وفي هذا الاطار، أجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الروائي، والكاتب، والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "مروان عبد العال".
إن يومَ التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام(اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ) يعتبر مناسبة لتعريف الرأي العام العالمي بمعاناة ونضال الشعب الفلسطيني، وذلك وفق القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 للميلاد.
ولكن هذا اليوم يتزامن مع قرار التقسيم رقم (181) عام 1947 للميلاد الذي شَرّع قيامَ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وأسّس لمأساة ونكبة الشعب الفلسطيني. لذلك إقرار يوم 29 نوفمبر بالتحديد، هو بمثابة اعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني.
ويمكن النظر لهذا اليوم كمكسب أولاً لتعريف العالم بالقضية الفلسطينية، لكنه لايمكن قياس النجاح العملي إلا بدعوة الامم المتحدة لتصحيح الظلم، وثانياً تأكيد الرواية الفلسطينية الحقيقية في وجه الرواية الصهيونية المزيّفة، ثم اعتبارها أساساً قانونياً لتنفيذ القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها، تلك المتعلقة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي اقتلعوا منها.
ما هو واجب أحرار العالم والمسلمين والدول الإسلامية لاثبات حقانية القضية الفلسطينية وتعریف العالم بجرائم الكيان الصهيوني المحتل في هذا اليوم؟
نُعبّر عن تقديرنا وإشادتنا بالشعوب الحرة وحركة التضامن ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني التي وقفت إلى جانب قضية فلسطين العادلة، وندعوها للاستمرار بالضغط لإدانة الاحتلال ونزع الشرعية عنه، ومواصلة الجهود من أجل خلقِ جبهة عالمية مساندة للشعب الفلسطيني وكفاحه العادل، وضاغطة في مواجهة اللوبي الصهيوني وحلفائه، وكشف حقيقة وطبيعة الكيان الصهيوني المجرمة وقيامه بالعدوان الوحشي على شعبنا في غزة وكل فلسطين، وممارسة سياسة التطهير العرقي المتصاعدة على الأرض، وتزامنها مع المحاولات الأمريكية لتصفية القضية.
لقد انتفضت الشعوب الحرة ضد هذا الانحدار القيمي للمؤسسات الدولية، وخرق المواثيق والقوانين الدولية والانسانية، ما كان ليحصل لولا تواطؤ حكومات الغرب الاستعماري وانحيازها، وتعاطيها بالمعايير المزدوجة، بل وصلت ببعض البرلمانات الغربية الى تجريم المقاطعة واتهام كل من ينتقد "اسرائيل" بمعاداة السامية لتغطية سلوكها الاجرامي، وكذلك وصلت الى محاصرة قانونية واعلامية وسياسية لمن يقوم بمقاطعة بضائع الاستيطان .. وهكذا.. لا شك ان الجاليات العربية والاسلامية في المجتمع الغربي على عاتقها تقع مهمات كثيرة في استخدام وسائل التواصل الايجابية مع الشعوب لفضح ممارساته وسقوط الشرعية الاخلاقية للإحتلال الاسرائيلي، لجعله كياناً منبوذاً مشكوكاً في شرعيته الدولية أيضاً.
هذا يدعونا الى صحوة عربية اسلامية ضاغطة؛ تعمل على مواجهة حالة عجز وتواطؤ أنظمة التبعية والتطبيع وفك الاحلاف المشبوهة التي ترتبط بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة على حساب الحق الفلسطيني، لذلك فأن نصرة الرواية الفلسطينية تبدأ من نقض الرواية المعادية، وعزل الكيان الصهيوني ومقاطعته عالمياً، يكون باسقاط كل أشكال التطبيع العربي والاسلامي معه، وبما يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية الامة الأولى والمركزية. وأهمية تبني خطاب سياسي دولي لتقوية السردية الفلسطينية وتحصينها لمجابهة القوى الاستعمارية الصهيونية.
كيف یمکن استخدام الفنّ لتصوير آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين؟
إن الفنّ أساس في تشكيل الوعي، وعدونا يمارس استراتيجية الحرب الناعمة لتشويه الشخصية الفلسطينية وانكار حقوقها التاريخية وطمس تاريخها في محاولة لفكّ عزلة الكيان؛ والترويج لفكرة المظلومية اليهودية، من خلال أفلام تروّج للتطبيع، ومن خلال الاختراق الثقافي، وغسل دماغ للرأي العام، وتسعى مؤسسات الكيان الصهيوني الثقافية والفنية والاعلامية والأكاديمية الى تسويق الأيديولوجيا الصهيونية، وتشويه الحقائق، وتلميع صورته الإجرامية والعنصرية.
والفن بكل أنواعه له دور كبير في تشكيل الوعي، وظهرت في حرب الكيان الصهيوني على غزة عالمية فلسطين، لانها كانت اختباراً لقيم الانسانية العالمية، واضحت كلمة فلسطين مرادفة للحرية والعدالة والكرامة الانسانية لذا فهي تختصر كل المعارك وأهمها معنى مواجهة الامبريالية الثقافية.
لقد قام اللوبي الصهيوني بعروض فنية ترسم شخصية "الاسرائيلي" وإعطائها الطابع "الشجاع والانساني" ويُظهر الفلسطينيين كإرهابيين مجردين من المشاعر الإنسانية. وهكذا فان تسخير الفن في حرب السرديات يهدف فصل التضامن الإنساني مع المقاومة التحررية ولعزلها عن بيئتها العربية والاسلامية والإنسانية، وبادوات حديثة بأقنعة ترفيهية مغرية واسماء فنية مشهورة. بل قامت الدوائر الصهيونية بمحاربة أفلام ومسلسلات تروي القضية الفلسطينية، مثل مسلسل التغريبة الفلسطينية، لذلك الفن المقاوم له اهمية كبيرة في تظهير الصورة، وخاصة عندما يقدم بلغات متعددة.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: