إن القرآن الكريم يؤكد بأن شأن المجاهد في سبيل الله تعالى رفيع عند الله فقال تعالى في الآية الرابعة من سورة الصف المباركة " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ".
الاصطفاف في طوابير من مظاهر النظم التي أشارت إليها الآية في إطار " بنيان مرصوص" كما كشف القرآن الكريم من خلال تعابير دقيقة عن سر انتصار جيوش الحق على الباطل.
وبحسب القرآن الكريم فإن الفوضى والتمرد على القائد من أسباب هزيمة جيوش الحق التي أشار إليها القرآن الكريم كما أن تجاهل جيش المسلمين لتعاليم القيادة في حرب أحد أدى إلى هزيمتهم وأشار القرآن الكريم إلى ذلك في الآية 152 من سورة آل عمران المباركة "وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ".
ومن الأمثلة الأخرى التي ضربها القرآن الكريم هم قوم سيدنا موسى(ع) حيث ضلوا 40 عاماً في البر بسبب عدم التزامهم بالنظم وعصيانهم لتعاليم البارئ عزو جل، وفي هذا السياق، قال الله تعالى في الآية الـ24 من سورة المائدة "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"، كما جاء في الآية الـ26 من سورة المائدة "قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ".
ومن الآيات الأخرى التي تعبر عن ضرورة النظام والانضباط في الشؤون العسكرية، هناك آيات تتحدث عن قوات طالوت العسكرية حيث قال الله تعالى في الآية الـ249 من سورة "البقرة" المباركة "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ".