وأشار إلى ذلك، المدرس في جامعة الأديان والمذاهب الإسلامي في إیران "علي درزي" في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في قم المقدسة وقال: "إن السيدة زينب (س) كانت فريدة في مستوى الدفاع عن إمام زمانها وهي التي هرعت إلى مساندته عندما كان في ساحة المعركة في يوم عاشوراء".
وأضاف: "عندما سقط شهداء كربلاء وأصحاب الإمام الحسين (ع) على الأرض ولم يبق إلا أهل البيت (ع)، أول من دخل ساحة المعركة كان علي أكبر (ع) الذي استشهد بعد خوضه معركة مذهلة، وذهب الإمام الحسين (ع) إليه في ساحة المعركة قائلاً "قتل الله قوماً قتلوك يا بني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول"، وفي ذلك الموقف ذهبت السيدة زينب (س) إلى الإمام الحسين (ع) وحاولت مواساته كي لا تزيد هذه المصيبة الضغط على الإمام الحسين (ع)".
إقرأ أيضاً
وقال درزي: "للسيدة زينب (س) قول شهير عندما وقفت عند جثمان الإمام الحسين (ع) وقالت "اللهم تقبّل منا هذا القربان" وهذه العبارة تظهر مستوى البصيرة والرؤية التوحيدية عند هذه السيدة العظيمة التي رأت كل شيء من منظور إلهي".
وأردف: "بعد حركة قافلة أهل البيت (ع) باتجاه الكوفة، بدأت مسؤولية السيدة زينب (ع)، في إيقاظ الناس وشرح أحداث يوم عاشوراء، وتوجهّت نحو أهل الكوفة قائلة: "يا أهل الكوفة أبكوا فإن عيونكم سوف تبقى باكية إلى الأبد، إن وعودكم كاذبة وإيمانكم ضئيل".
ورداً على سؤال حول دور السيدة زينب (س) في نقل رسالة عاشوراء إلى العالم قال: "بشير بن حذيم الأسدي" يقول نظرت إلى السيدة زينب (س) ولم أرى من قبل سيدة عظيمة ومتحدّثة كـ هذه السيدة وكأنها تنطق بلسان أبيها علي (ع) وكأنه هو الذي يتحدّث".
وأشار إلى شعر يزيد بن معاوية عندما أحضروا رؤوس شهداء كربلاء في قصره وأمام السيدة زينب (س) حيث قال قصيدة مطلعها "لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا" واعتبر معركة الطف ثأرا لهزيمة بدر فقالت له السيدة زينب (س) بعد حمد الله وشكره: " أَظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ، وَضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ، فَأَصْبَحْنَا لَكَ فِي إِسَارٍ، نُسَاقُ إِلَيْكَ سَوْقاً فِي قِطَارٍ، وَأَنْتَ عَلَيْنَا ذُو اقْتِدَارٍ، أَنَّ بِنَا مِنَ اللَّهِ هَوَاناً وَعَلَيْكَ مِنْهُ كَرَامَةً وَامْتِنَاناً؟؟ وَأَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَجَلَالَةِ قَدْرِكَ؟؟ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ فِي عِطْفٍ، تَضْرِبُ أَصْدَرَيْكَ فَرِحاً وَتَنْفُضُ مِدْرَوَيْكَ مَرِحاً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً وَالْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً وَحِينَ صَفِيَ لَكَ مُلْكُنَا وَخَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا".
وقال الأكاديمي الإيراني: "إن لخطابات السيدة زينب (س) والإمام علي بن الحسين (ع) كان أثر بالغ في شرح ما وقع يوم عاشوراء حتى جعل يزيد يخاف ويبدأ بتوجيه الذنب والخطأ إلى "عبيد الله بن زياد".
وختم المدرس الأكاديمي الإيراني بالقول: "كما تعملمنا درس الحرية من ثورة الإمام الحسين (ع) فجيب أن نتعلم من السيدة زينب (س) درس الصبر والتوحيد والتبيين. نحن نواجه القوة الدعائية للعدو الذي يريد تزييف الواقع وعلينا احتذاء حذو زينب (س) في مواجهة العدو".