والسنة في اللفظ تعني السيرة والأسلوب والعادة وطبيعة الشيء وبهذا المعنى ورد لفظ السنة في القرآن الكريم كما ورد في الآية 38 من سورة الأنفال المباركة "وَاِنْ یَعُودُوا فقد مَضَتْ سُنة الاولین".

والسنن الإلهية عبارة عن قواعد تظهر في إطارها الأفعال الإلهية أو أساليب يتدبّر من خلالها البارئ عز وجل في شؤون العالم والبشر.

وبما أنه لا يصدر أي فعل مباشر من البارئ عز وجل فإن السنة تتحقق من خلال تمهيد الأسباب الغيبية أو الطبيعية ثم انتساب النتيجة إلى إرادة الله تعالى التي كانت وراء تلك الأسباب التي أدت إلى تحقق السنة.

وبحسب الآية 23 من سورة الفتح المباركة "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْديلاً" فإن السنن الإلهية تتميز بثلاثة صفات أساسية وهي كما يلي:

أولاً/ السنة الإلهية لا تحصل بالصدفة وفجأة بل تتحقق في إطار قانون جاري وتخطيط ساري.

ثانياً/ السنة الإلهية تفوق قوعد الزمان والمكان والعقل البشري المحدود بالتجربة.

ثالثاً/ السنن الإلهية لن تفقد فاعليتها مهما مرّ الزمان عليها.

ولقد قسّم المفكرون المسلمون السنن الإلهية إلى السنن الأخروية والدنيوية، وكما قسّموا السنن الدنيوية إلى فئتين: السنن العامة(المطلقة) والسنن الخاصة(المقيدة). السنن العامة لا علاقة لها بإرادة البشر وهي قوانين تشمل مجموعتي الحق والباطل، أما السنن الخاصة فتشمل فقط مجموعة الحق أو مجموعة الباطل.

ومن السنن المطلقة هي سنة الهداية بإرسال الأنبياء لجميع الأمم والجماعات البشرية، وسنة الابتلاء بالخير والشر، وسنة الإمهال وعدم التعجيل بعقاب الكافرين. ومن السنن الخاصة هي سنة زيادة النعم بالشكر، ونقصان النعم بالكفر،  وسنة انهيار سلطة المجتمعات بسبب طرد الأنبياء، وسنة استدراج ضلال أهل الباطل.

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: