وأشار إلى ذلك، العالم الشيعي الشهير والباحث والكاتب لأكثر من 180 كتاباً ومقالاً دينياً ورجل الدين العراقي البارز آية الله السيد هادي مدرسي في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في معرض حديثه عن زيارة الأربعين التي يقصد خلالها الشيعة من جميع أنحاء العالم مرقد الإمام الحسين (ع).
وقال: "التقيت خلال مشاركتي بمسيرة الأربعين للعام الماضي في طريق النجف الى كربلاء برجل سألته هل هذه هي السنة الأولى التي أتيت مشياً على الأقدام؟ فقال: نعم؛ إن الحشود التي تدخل إلى كربلاء دليل على القوة التي يتمتع بها الامام الحسين(ع) فـ من أين أتى بهذه القوة؟ قلت له: "إن الإمام الحسين (ع) أهدى قلبه إلى الله تعالى فـ أهداه الله قلوب المتقين".
وأضاف: "كل من يقصد كربلاء يستجيب إلى نداء أبي عبد الله الحسين (ع) "هل من ناصر ينصرني" لأن الإمام الحسين (ع) لم ينتصر لنفسه كـ شخص بل كان يبحث (ع) عن المناصرين لدين الله وكل من يتحرك لمرضاة الله يدافع الله عنه "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ".
وأردف قائلاً: "ما يقارب الـ 30 مليون شخص يقصدون كربلاء المقدسة وهذا تفسير لقوله تعالى "والعاقبة للمتقين" فـ بعد استشهاد أبي عبد الله الحسين (ع) مثل بنو أمية بجثمانه الشريف كي لا يبقى منه أثر ولكن شاء الله له الخلود".
وأشار إلى قول الإمام علي بن الحسين (ع) أنه عندما استشهد الإمام الحسين (ع) لم يكن سوى سبع أسر موالية لأهل البيت (ع) مضيفاً أن عدد الشيعة اليوم يتجاوز الـ 400 مليون نسمة في العالم.
وقال: "هناك تفسير من الغيب لهذا الموضوع وذلك قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا" فإن الحسين (ع) استشهد لموضوع بعث الله من أجله الأنبياء (ص).
وفي معرض ردّه على سؤال حول ضرورة التوسل بأبي عبد الله الحسين (ع)، قال: "قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" علينا أن نتخذ وسيلة للسعي إلى الله تعالى ولا يجوز أن يتخذ كل منا نهجه إلى الله فيجب اتباع القادة الذين بعثهم الله للمجتمع".
وأشار الى أن الإمام الحسين (ع) هو رمز العدل وأستشهد في سبيله، كما أن الناس يبحثون فطرياً عن العدالة، وفي هذا الصدد، قال الله تعالى في القرآن الكريم"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ".
وصرّح أن الإمام الحسين (ع) هو رمز دين النبوة، قائلاً: لم يكن بين الأنبياء والمرسلين أحد قُتل مباشرة في ساحة المعركة. قد ورد في الأحاديث والروایات أن النبي(ص) مات مسموماً ولم يقتل في الحرب كما أن الامام علي(ع) حضر جميع حروب النبي (ص) إلا تبوك وأستشهد في المحراب وسائر الأئمة (ع) ماتوا مسمومين أو قتلوا، أما الامام الحسين (ع) صمد في وجه العدو حتى آخر قطرة من دمه وأستشهد في معركة الطف.
وقال آية الله السيد هادي المدرسي إن "الإمام الحسين (ع) رفع راية الرسالات الإلهية بأكملها فـ ورد في زيارة وارث "السلام على وارث آدم صفوه الله" فـ رفع الإمام الحسين (ع) الراية التي رفعها نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليهم) ورفعها الإمام علي (ع)".
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: