وأشار إلى ذلك، المستشار الثقافي الإيراني لدى تنزانيا والمدرس في جامعة المصطفى (ص) العالمية "محسن معارفي" في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في معرض حديثه عن أهمية زيارة الأربعين.
وحول السبب الذي يجعل الشيعة يحيون مراسم زيارة أربعين الإمام الحسين (ع) قال: "في مختلف النصوص التاريخية والدينية، تم ذكر أسباب مختلفة لإحياء ذكرى الأربعين. فـ مثلاً عادت قافلة الأسرى إلى أرض كربلاء في هذا اليوم وتجددت معاناتهم، أو قيل أيضاً إن الصحابي "جابر بن عبد الله الأنصاري" قام بأول زيارة لمرقد الإمام الحسين (ع) في هذا اليوم".
وأضاف: "اعتقد إن إحياء أربعين الإمام الحسين (ع) هو أكثر من مجرد مناسبة خاصة في هذا اليوم، فهو يوم لتكريم مقام شهداء كربلاء وأداء الدين لهم، وإحياء الأربعين يرتكز على وجهة دينية إسلامية تكمن في خصائص الرقم أربعين كما أن الميعاد الإلهي لسيدنا موسى (ع) كان أربعين ليلة فقال تعالى "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ".
وحول الآثار التي يمكن لزيارة الأربعين أن تتركها على الزائر، قال: "تعتبر مراسم الأربعين الحسيني، وخاصة مسيرة الأربعين، من الشعائر الشيعية التي لها آثار فريدة. هناك العديد من المناقشات حول "أهمية إقامة الشعائر" في علم الاجتماع الديني، بل إن بعض علماء الاجتماع البارزين في العالم قد اعتبروا "الشعائر الدينية" أكثر أهمية من "المعتقدات الدينية".
وأردف مبيناً: "لكن ربما كان أبلغ أثر لإقامة الشعائر الدينية توجد في القرآن الكريم، الذي قال في معرض حديثه عن إقامة طقوس السامريين في عبادة العجل "وأشربوا في قلوبهم العجل" ما يشير إلى أن هذه الأفعال، مثل الطواف حول العجل والركوع أمامها وقول أشياء، لم تكن غير فعالة، وبفعلهم هذا ملأوا قلوبهم بمحبة ما يعبدون".
وفيما يخصّ الوظيفة التي تؤديها زيارة الأربعين في العالم المعاصر، قال: "هناك وظائف تفوق حدود الدول ووظائف سياسية لمسيرة الأربعين. فإن الوظائف السياسية للأربعين قد لوحظت منذ القديم وبعد مرور أربعين يوماً على واقعة عاشوراء، بدأ تقليد زيارة مرقد الإمام الحسين (ع) حيث بدأ الناس يذهبون سرّاً أو علانية، منفردين أو مجتمعين، إلى كربلاء لتجديد العهد مع الإمام الحسين (ع)".
وحول إقبال الشيعة في تنزانيا على المشاركة بمراسم مسيرة أربعين الإمام الحسين (ع) قال: "إن الشيعة والشباب الشيعي في تنزانيا تتوق قلوبهم شوقاً في هذه الأيام إلى بين الحرمين الشرفين في كربلاء المقدسة".