
وإن الصراع مع العدو يعدّ صراعاً حضارياً، لا يكفي فيه أن يتم تهديم الأسس التي يعتمد عليها ذلك العدو، بل لابد من إيجاد البديل الأفضل قبل وأثناء عملية الهدم، وهذا الأمر يحتاج إلى توفير صفات إضافية في العاملين على الأقل على مستوى الطليعة، كونه لابد من سد النقص الكمي الموجود لدى العاملين بزيادة كيفية في الصفات والقدرات لدى هؤلاء القلة، ولعل المطالع في كتاب الله تعالى يرى أن الله تعالى في أكثر من موضع قد أشار إلى الصفات التى تجعل تلك القيادة متجهة نحوه جل في علاه ببعديها الاجتماعي والمعنوي، الأمر الذي حرص على بيانه اهل البيت عليهم السلام وتفصيله.
وفي هذا الإطار، قامت مؤسسة (ن) القرآنية في العاصمة اليمنية (صنعاء) باصدار كتاب بعنوان (بناء القادة في منهج ال البيت عليهم السلام -الجزء الاول) حيث يهدف هذا المشروع - والذي يعد من سلسة التربية القرآنية التى تعدها المؤسسة -لإعداد فرداً قرآنياً قائداً صالحاً سوياً مستقيماً آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ناصحاً ومنصوحاً زارعاً الخير والعقل وجنودهما وقالعاً الجهل والشر وجنودهما معتمدين في هذا المشروع على محورين أساسيين هما:
المحور الأول: النصيحة والتقييم التربوي السليم والصحيح والمسؤول سواء من المشرف التربوي في البيت أو في المسجد أو في المدرسة أو غيره.
والمحور الثاني: الرقابة الذاتية من قبل المُكَلف لنفسه وتأديبها وترويضها كما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام : (وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ).
ولقد تميز هذا المشروع بإبراز الصفات التي يجب أن يتحلى بها الفرد ليكون قائداً بطريقة علمية وعملية مستمدة من الشريعة الإسلامية الاصيلة وروايات اهل البيت عليهم السلام.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: