وكانت مناظرة هذا العالم المسيحي الشهير مع الإمام الرضا (ع) تقام في قصر الخليفة العباسي "المأمون" وبحضور العلماء والتجار فسأل في يوم من الأيام الخليفة العباسي بأني كيف أحاجج الإمام علي بن موسى الرضا (ع) وأنا لا أؤمن بكتابكم ولا بنبيكم؟ وما فائدة قبول المناظرة؟ وهنا ردّ الإمام الرضا (ع) بأنه سيرد عليه بالاستناد إلى الإنجيل.
في هذه المناظرة أثبت الإمام(ع) نبوّة النبي محمد(ص) من خلال الإنجيل، بل أثبت لهم أنّه كتاب محرّف، وأنّ عيسى بن مريم(عليه السلام) بشر مخلوق. کما تم البحث خلال هذه المناظرة عن عدد الحواريين(أصحاب نبي الله عيسى (ع) وفقدان النسخة الأصلية من الكتاب المقدس. واستخدم الإمام الرضا (ع) آيات من الإنجيل والتوارة لإثبات نبوة نبي الإسلام (ص).
ورداً على الاعتقاد المسيحي بأن عيسى هو الله، يطرح الإمام الرضا (ع) حجتين: إحداهما أنه لو كان عيسى هو الله، لم يكن عليه أن يصلي ويصوم. أما الحجة الثانية فتشير إلى قول الجاثليق بأن يسوع هو الله لأنه قام بإحیاء الموتى. ورداً على هذه الشبهة يقول الإمام الرضا (ع) أن الأنبياء الآخرين فعلوا الشيء نفسه. فهل ينبغي اعتبارهم أيضًا إلهًا؟ ومع ذلك، فإن المسيحيين لا يعتبرونهم الله.
وفي الختام عجز الجاثليق النصراني من الرد على أسئلة الإمام الرضا (ع) فأقر بحقانية الدين الإسلامي ونبوة رسوله الكريم (ص).
وهذه المناظرة تعدّ نموذجاً من البحث العلمي والمنطقي بين الأديان المختلفة حيث ردّ الإمام الرضا (ع) بأدلة محكمة وقویة على شبهات الجاثليق وجعل الكثير من المسيحيين يؤمنون بالإسلام.