فيما يلي نصّ حوار الباحث والمحلّل العراقي المختص بالشؤون السياسية "سمير السعد" مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا):
كيف سيكون مسار المقاومة الاسلامية في مواجهة العدو الصهيوني مساندة لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه بعد إستشهاد السيد حسن نصرالله؟
إن إستشهاد السيد حسن نصرالله يعتبر حدثاً ضخماً ومؤثراً على الساحة السياسية والمقاومة في المنطقة. لكن المقاومة الإسلامية خاصة في لبنان، مبنية على أسس متينة لا تعتمد على شخص واحد، وإن كان هذا الشخص رمزاً بارزاً.
وبعد إستشهاده، سيستمر مسار المقاومة بالتنسيق بين الفصائل المختلفة، سواء في لبنان أو فلسطين. فالمقاومة تنبع من عقيدة عميقة متأصلة، وليست رهينة فرد. من المرجح أن تتعزز وحدة الفصائل، ويصبح الخطاب أكثر تركيزاً على مواجهة العدو الصهيوني.
وستظل المقاومة تدعم غزة وفلسطين كجزء لا يتجزأ من رسالتها، مع تعزيز التعاون مع حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى. في لبنان، حزب الله سيظل متواجداً بشكل فعّال للدفاع عن الأراضي اللبنانية وحماية السيادة الوطنية من أي تهديدات إسرائيلية.
بحسب بعض التصريحات، فإن من أمنيات الشهید نصرالله كانت تنظيم مسابقة قرآنية دولية خاصة بدول محور المقاومة، وما هو واجب النشطاء القرآنيين لتحقيق هذه الأمنية؟
إذا كانت من أمنيات الشهيد السعيد السيد نصرالله تنظيم مسابقة قرآنية دولية لدول محور المقاومة، فإن الواجب الرئيسي على النشطاء القرآنيين هو تحويل هذه الأمنية إلى مشروع فعلي.
يجب أن يبدأ النشطاء القرآنيون بالتواصل مع المنظمات الدينية في دول محور المقاومة مثل إيران، العراق، وسوريا، بهدف تنظيم هذه المسابقة على نطاق دولي. من المهم أن تكون المسابقة شاملة لجميع المدارس الفكرية الإسلامية التي تلتزم بمبادئ المقاومة والعدالة.
كذلك، عليهم تأمين الدعم المالي والإعلامي اللازمين لإنجاح هذه المسابقة، وتأسيس لجنة تحكيم رفيعة المستوى تضم علماء قرآنيين مرموقين من دول محور المقاومة، بحيث تعكس هذه المسابقة الوحدة بين الشعوب الإسلامية وتبرز أهمية القرآن كمنهج للحياة والمقاومة.
إلى أي مدى كانت روح السيد حسن نصر الله المناهضة للاستكبار مستمدة من التعاليم القرآنية؟
كان الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله مثالاً حياً لشخصية سياسية ودينية إستمدت مواقفها من القرآن الكريم. القرآن يعتبر لدى السيد نصرالله مصدر إلهام في كل جوانب حياته، سواء في تعامله مع الأعداء أو في تواصله مع الشعب.
من خلال خطبه وتصريحاته، يظهر بوضوح إستناد الشهيد السعيد السيد نصرالله إلى الآيات القرآنية التي تتحدث عن المقاومة في مواجهة الظلم والطغيان، مثل قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ..." (الأنفال: 60). كانت هذه الآيات تشكل أساساً لنهجه العسكري والسياسي في مواجهة إحتلال الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي.
والشهيدنصرالله كان يربط دائماً بين المقاومة المسلحة والمقاومة الفكرية، داعياً الشباب إلى التمسك بالقرآن كمنارة للحق ولتحرير الأوطان من الاستعمار. كان يرى أن القرآن ليس مجرد كتاب للتعبد، بل هو منهج شامل للحياة السياسية والاجتماعية.
كما تعلمون أن الدول الإسلامية لديها قدرة كبيرة على معاقبة الكيان الصهيوني، ما هو توقع الشعبين اللبناني والفلسطيني من الدول الإسلامية في هذا المجال؟
لدى الشعبين اللبناني والفلسطيني توقعات كبيرة من الدول الإسلامية، تتلخص في تقديم دعم سياسي واقتصادي ودبلوماسي واضح في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
أولاً، يتوقع الشعبان أن تتخذ الدول الإسلامية مواقف حازمة في المحافل الدولية، بالضغط على الكيان الصهيوني عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية.
ثانياً، المطلوب هو فرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تدعم العدو الصهيوني، خاصة تلك التي تسهم في تمويل عمليات الاحتلال أو توفير السلاح.
ثالثاً، الدعم المالي للمقاومة سواء في لبنان أو فلسطين يُعد ضرورة. يتوقع الشعبان من الدول الإسلامية، خاصة الدول الغنية، تقديم مساعدات مباشرة لدعم صمود الشعبين وتمويل البنية التحتية التي دمّرها الاحتلال.
رابعاً، هنالك حاجة ملحة لتعبئة الشعوب الإسلامية لتحريك الرأي العام ضد الاحتلال وإبقاء قضية فلسطين على رأس الأولويات، وذلك من خلال المظاهرات، الاحتجاجات، ودعم الحركات الداعمة لفلسطين مثل حركة مقاطعة الكيان الصهيوني (BDS).
هناك صور تم نشرها في الفضاء الإلكتروني بأن الشهيد نصرالله يقوم بتلاوة آيات الله تعالى ويلتقي بالنشطاء القرآنيين، كيف تقيمون مستوى أنس السيد نصرالله بالقرآن؟
إن الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله كان معروفاً بتدينه العميق وعلاقته القوية بالقرآن الكريم. التلاوات التي قام بها الشهيد نصرالله كانت تعبّر عن فهم عميق للقرآن، وقدرته على تلاوة الآيات بإحساس قوي يعكس إدراكه العميق لمعانيها.
صوره مع النشطاء القرآنيين تظهر إهتمامه الكبير بتعزيز العلاقة بين المقاومة والإيمان القرآني. كان دائماً يؤكد أن المقاومة ليست فقط قوة عسكرية، بل هي أيضاً جهاد فكري وروحي مبني على القرآن.
أنس الشهيد نصرالله بالقرآن يظهر بوضوح في مواقفه السياسية التي كانت دائماً مبنية على أسس دينية، وحرصه على أن يكون القرآن هو الدليل الأول لكل عمل يقوم به. كان يرى في القرآن مرشداً لكل المقاومين في مواجهة الظلم والعدوان.