
وعن النبي(صلى الله عليه و آله): "سُمِّيَ شَهرُ رجَبٍ شَهرَ اللّه الأصَبَّ لأنّ الرحمَةَ على اُمَّتِي تُصَبُّ صبّا فيهِ".
رجب شهرٌ تُدهش فيه العقول، وتُذهل فيه النفوس، إذ تتنزّل الرحمة بغير حساب، وتُسكب النعم دون طلبٍ أو سؤال.
هو زمنٌ يُبدّد فيه قانون الأسباب، فتأتي البركات من حيث لا يُحتسب، وتتوالى العطايا حتى على من لم يرفع يدًا بالدعاء أو يُحرّك لسانًا بالرجاء.
هو زمنٌ تُفكّ فيه قيود العادة، وتُكسر فيه أقفال قوانين السؤال، فيُصبح العطاء سرًّا فوق الأفهام، والرحمة فيضًا لا تحدّه الأحلام فيصبح العطاء قانونًا لا يُفهم إلا في عالم الغيب.
في رجب، تفيض الأقدار بأسرارها، وتُشرق السماوات بأنوارها، فتتساقط بركات الغيب كغيثٍ يروي ظمأ الأرواح.
رجب موسم المفاجآت الإلهية، هنا تأتيك الإجابة قبل السؤال، ويُحيطك العطاء قبل الرجاء. وكأنّ، هذا الشهر بابٌ مفتوح على كنوز لا تنضب، فيفاجئك بما لا يخطر ببالك، ويُدهشك بما لم تعهده عينك.
كل لحظةٍ فيه درّة، وكل نفحةٍ فيه لؤلؤة، كل بسمةٍ فيه غنوة، وكل همسةٍ فيه نجوة، كل نسمةٍ فيه عطية، وكل خطوةٍ فيه هدية، كل لمحةٍ فيه أمل، وكل لمسةٍ فيه وصل، كل طرفةٍ فيه شفاء، وكل فكرةٍ فيه صفاء، كل نبضةٍ فيه نور، وكل دمعةٍ فيه سرور.
بقلم الباحث في الدراسات القرآنية "آية الله الشيخ أحمد مبلغي"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: