ایکنا

IQNA

أكاديمي إيراني: القرآن يوصي بالعقلانية والتفكير الجماعي

14:52 - April 27, 2025
رمز الخبر: 3499909
طهران ـ إکنا: قال أستاذ جامعي إيراني: "يجب إثبات وجود الله بالعقل، وفي القرآن الكريم أيضاً هناك آيات تشير إلى حكم العقل في إثبات وجود الله، ومرجعية مثل هذه الآيات في الواقع هي العقل وليست النقل."

ويُعرف القرآن الكريم بأنه المصدر الأكثر أساسية وأصالة في الدين الإسلامي؛ فـ القرآن هو دليل الحياة، ومع ذلك، أصبح دور الحديث في عملية تشكيل الفقه، وعلم الكلام، والتقاليد الدينية، أكثر بروزاً يوماً بعد يوم. ولكن هذا التفوق التدريجي للحديث على القرآن أوجد تحديات معرفية وتفسيرية عديدة في المجال الديني.

وأجرى مراسل وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا)، مقابلة بهذا الشأن مع الأكاديمي الايراني والأستاذ بجامعة العلامة الطباطبائي "سيد محمد كاظم شاكر"، حيث ردّ على سؤال بشأن ما إذا كان الدين جزءا من العقل أم لا، قائلاً: "نعم قد يكون كذلك".

وأضاف: " هناك من قد لا يكون لديهم دين محدد، أي ليسوا يهوداً أو مسيحيين أو مسلمين، مثل الحنفاء الذين كانوا في زمن النبي (ص) وقبلَه، وكانوا يعملون بعقولهم."

وأوضح: "لقد كان للعقلانية في التاريخ جذور خاصة بها، لكننا الآن نعلم أنه يجب علينا الرجوع إلى عقولنا في كل موضوع ورؤية ما تقوله العقول والحكمة الجماعية".


إقرأ أيضاً:


وأردف قائلاً: "إذا كان الله قد جعل العقل حجة، فذلك لأن العديد من القضايا القرآنية تشير إلى حكم العقل، وقد ورد في الحديث أن الله قد منح البشر حجة خارجية، وهي الأنبياء (عليهم السلام)، وحجة داخلية، وهي العقل".

وردّ على سؤال بخصوص معنى العقل وأنواع العقل، قال: "قد يكون العقل فردياً وقد يكون جماعياً، ومن مظاهر العقل الجماعي ما هو معتمد اليوم في عمليات التصويت".

وأضاف: "ليس لدينا شيء يسمّى العقل المحض بمعزل عن الإنسان، ولا يوجد عقل بمعزل عن الإنسان".

واستطرد موضحاً: "لا يمكن الاستناد إلى النقل لإثبات وجود الله تعالى، لأنه في الردّ ستسمع من يقولون إننا لا نزال لا نؤمن بأنه كان نبياً، بل يجب أولاً إثبات وجود الله، ثم إثبات أنه أرسل ممثلين كـ أنبياء (عليهم السلام)، ثم الاستناد إلى حجية قولهم؛ لذلك يجب أن يقال لأولئك الذين يسألون عن أي عقل يُقصد، إنه كما تستندون إلى عقولكم لإثبات وجود الله والنبوة، يجب عليكم أيضا الرجوع إلى عقولكم في بقية المواضيع."

وفي معرض ردّه على سؤال بشأن هل نحن بحاجة إلى متخصص ومفسر لفهم القرآن الكريم، أم يمكن لكل فرد أن يستفيد من هذا النص الإلهي بناء على فهمه وإدراكه الخاص؟ قال: "لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع، فبعض الناس يقولون إنه يجب فقط الرجوع إلى المتخصصين، بينما يقول آخرون إنه لا حاجة لوجود متخصص؛ وهذا غير صحيح".

وأردف موضحاً: "يحتوي القرآن على مجموعة من المحكمات والمتشابهات والأخلاقيات والقصص التي يمكن للجميع فهمها، ولكن على سبيل المثال في الآية 34 من سورة النساء المباركة، لا يمكن لأحد أن يستند إلى مثل هذه الآية ليقول لأنه ورد في القرآن أن اضربوا، فإننا أيضاً نضرب نساءنا؛ وقد تم التوضيح أن القرآن نزل في ظروف خاصة ومن خلال الوحي الشفهي، ومن الطبيعي أننا يجب أن نعيد بناء فهمنا للظروف التاريخية التي كانت سائدة حينها وهذا يتطلب خبرة المتخصصين".

4275899

captcha