وكتب حجة الإسلام "علي رضا قبادي"، عالم الاجتماع الايراني والخبير في الشؤون الدينية، سلسلة من المقالات حول دراسة مكانة السلام في القرآن الكريم، وقد بعث بها لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية.
في المقال الأول أُشار إلى أهمية السلام في العلاقات والحياة الاجتماعية وفي المقال الثاني تم تناول تعريف السلام والمفاهيم المرادفة له في القرآن الكريم، وفي هذا المقال تمت الإشارة إلى أهم الآيات المتعلقة بالسلام، أي الآيتين 61 و62 من سورة الأنفال المباركة.
إقرأ أيضاً:
وكتب: "كما هو واضح في الآيتين ٦١ و٦٢ من سورة "الأنفال" المباركة "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"(61) " وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ"(62)، فإن قبول السلام أمر مسلم به، والظنون غير المعتبرة لا تمنع قبول السلام".
وأضاف: "سياق الآيتين يُظهر أن الميل إلى السلام في هذا الموضوع يتعلق بأولئك الذين نقضوا العهد أيضاً، فمع وجود نقض العهد، تقول الآية ٦١ إنه إذا مال العدو إلى السلام فأمِل أنت أيضاً إليه."
وصرّح حجة الإسلام "علي رضا قبادي": "من النقاط الجديرة بالاهتمام والتأمل في هذه الآية، استخدام فعل واحد (جنح) لكل من ميل العدو وميل النبي (ص)."
وأشار إلى سيرة الإمام الرضا (ع) قائلاً: "كان هناك شخص ينتقد قبول الإمام ولاية العهد ويعتبره أمراً غير صحيح، قال للإمام(ع): لماذا قبلتم ولاية عهد المأمون؟ فأجاب الإمام(ع): أيهما أعلى منزلة، النبي أم الوصي؟ فأجاب الرجل: النبي (ص). فسأل الإمام سؤالاً آخر وقال: أيهما أسوأ، قبول المسؤولية في (حكم) المسلمين أم في (حكم) المشركين؟ فأجاب الرجل: المشرك. عندها قال الإمام (ع): يوسف (ع) كان نبياً، وعزيز مصر كان مشركاً، يوسف (ع) هو الذي طلب المسؤولية بنفسه، بينما أنا أُجبرت على قبول المسؤولية."
وأكدّ: "كأن الإمام بهذا الاستدلال رفض منطق ذلك الشخص الذي كان يعتبر الميل إلى قبول السلام أمراً مذموماً."