ایکنا

IQNA

رابطة العالم الإسلامي تدين إستهداف مسجد في السودان

12:19 - September 21, 2025
رمز الخبر: 3501699
إکنا: أدانت رابطة العالم الإسلامي، بأشد العبارات، الاستهداف المروّع لأحد مساجد مدينة "الفاشر" بالسودان، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين.

ونددت رابطة العالم الاسلامي في بيان صادر عن الأمانة العامة "بهذا الاعتداء الغادر الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية"، مجددة تأكيدها ضرورة الالتزام بالقيم الأخلاقية، والقوانين الدولية، ومضامين "إعلان جدة" بشأن حماية المدنيين والمرافق المدنية.
 
كما جدّدت الرابطة تأكيد وقوفها الدائم مع الشعب السوداني وتسخير جميع إمكاناتها للتخفيف من معاناته.
 
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023، نزاعاً خلّف عشرات آلاف من الوفيات وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.
 
إدانات دولية لهجوم بمسيّرة استهدف مسجداً في الفاشر
 
أدانت السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وقطر الهجوم بطائرة مسيرة على مسجد في الفاشر شمال دارفور، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً. الهجوم نسبته السلطات إلى مليشيا الدعم السريع، واعتبرته الدول الأربع انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مطالبة بوقف العنف وحماية المدنيين في السودان.
 
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الذي تعرض له مسجد حي الدرجة بمدينة الفاشر، معتبرةً أن الهجوم انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وقالت الوزارة، في بيان: "المملكة تؤكد رفضها لهذه الهجمات على المدنيين، وتطالب بالوقف الفوري للحرب في السودان، وتجنيب السودان وشعبه المزيد من المعاناة والدمار".
 
وشددت: "المملكة على ضرورة توفير الحماية للمدنيين، وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو 2023"، معبرةً عن "صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".
 
"عمل وحشي"

من جهته، أعرب مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الإفريقية، عن إدانة الولايات المتحدة "بأشد العبارات الهجوم المروّع الذي استهدف المصلّين".
 
وتابع: "هذا العمل الوحشي ضد أفراد يمارسون عبادتهم بسلام يذكرنا بمدى الإلحاح لتحقيق السلام والاستقرار في السودان"، مشدداً على "التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود الرامية إلى إنهاء دوامة العنف، وحماية المدنيين، وتعزيز سلام عادل ودائم في السودان".
 
كما أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، عن إدانة الدوحة واستنكارها الشديدين للهجوم، معتبرةً أن "قصف المسجد يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي"، وتشدد في الوقت ذاته، على "رفض دولة قطر التام لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين".
 
بدورها، نددت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، الحادث واصفة إياه بأنه "صادم للغاية"، مطالبة بتهدئة فورية، ومساءلة الأطراف المتحاربة، وضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
 
وقالت كوبر، عبر منصة "إكس": "لقد أظهرت الأطراف المتحاربة ولفترة طويلة تجاهلاً صارخاً للقانون الإنساني".
 
وأدان مجلس السيادة السوداني، الجمعة، "الاستهداف المتكرر للمدنيين ودور العبادة"، معتبراً أن "مثل هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب المساءلة"، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء "سونا".
 
وقالت حكومة إقليم دارفور، إن "المجزرة البشعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع" في مدينة الفاشر، وفق بيانها، مشيرة إلى أن الهجوم قتل أكثر من 70 سودانياً.
 
وأفادت "شبكة أطباء السودان"، بأن طائرة مسيّرة استهدفت المسجد أثناء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن من بين الضحايا شيوخ وشباب وأطفال، مع تسجيل إصابات خطيرة وسط المصلين.
 
ونشرت "لجان المقاومة في الفاشر" مقطع فيديو يظهر أجزاءً من المسجد، وقد تحولت إلى أنقاض، مع وجود جثامين في الموقع المليء بالركام.
 
وتأتي هذه الغارة الجديدة في الفاشر، وسط احتدام المعارك بين "قوات الدعم السريع" والجيش السوداني، في المدينة المحاصرة.
 
وطالبت "شبكة أطباء السودان" المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وكل الجهات ذات الصلة، بـ"الضغط الجاد لإيقاف هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية فورية وتوفير الغذاء والدواء للمدينة المنكوبة".
 
وتشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعداً في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية وسط استمرار الاشتباكات ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.
 
غوتيريش يجدد دعوته لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين في الفاشر
 
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن قلق بالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان، محذراً من تزايد المخاطر على المدنيين المحاصرين في المنطقة.
 
وذكر الأمين العام – في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه – أن قوات الدعم السريع تفرض حصاراً محكماً على الفاشر لأكثر من 500 يوم، مشيرا إلى أن الهجمات التي تطال المدنيين تكثفت في الأسابيع الأخيرة، حيث تفيد تقارير بأن غالبية سكان مخيم أبو شوك للنازحين قد أجبروا على الفرار بسبب القصف المتواصل والغارات.
 
وقد أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، عن قلقها إزاء هجوم على مسجد في المنطقة، يوم أمس الجمعة، أسفر عن مقتل عشرات المدنيين كانوا يؤدون الصلاة.
 
وتدهور الوضع في مخيم أبو شوك وغيره من مخيمات النزوح القريبة من الفاشر بشكل كبير منذ أن أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وجود ظروف مجاعة في المنطقة العام الماضي. ومع تقدم المقاتلين بشكل أعمق داخل الفاشر، يتزايد خطر العنف القائم على أسس قبلية.
 
وجدد الأمين العام مطالبته بوقف فوري للأعمال العدائية في الفاشر، وكذلك باحترام وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، ودون عوائق، ومستدام، وذلك بموجب التزامات الأطراف في القانون الإنساني الدولي. كما شدد على ضرورة ضمان ممر آمن لأي مدنيين يسعون إلى مغادرة المنطقة طوعاً.
 
ونبه الأمين العام إلى أن المدنيين يستمرون في تحمل العبء الأكبر لهذا الصراع المدمر. وشدد على ضرورة أن يتوقف القتال الآن. وحث الأطراف على الانخراط السريع في حوار حقيقي نحو وقف فوري للأعمال العدائية، وتهدئة العنف بما في ذلك في الفاشر، داعيا الأطراف إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حل مستدام للصراع.
 
ومع تجمع رؤساء الدول في نيويورك الأسبوع المقبل، جدد الأمين العام دعوته إلى عمل دولي منسق لدعم شعب السودان. وأكد أن مبعوثه الشخصي، رمطان لعمامرة، يعمل مع كافة الشركاء، وهو على أهبة الاستعداد لدعم الجهود الحقيقية لإنهاء الصراع وبدء العملية السياسية الشاملة التي يطالب بها شعب السودان.

هذا ويذكر أنه أودى هجوم بطائرة مسيرة بحياة العشرات من السودانيين أثناء أدائهم الصلاة في مسجد بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فجر الجمعة، فيما اتهمت السلطات المحلية قوات "الدعم السريع" بشن هذا الهجوم، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ اندلاع النزاع.
 
المصدر: وكالات
captcha