ایکنا

IQNA

علم الإمام علي(ع) بالمعارف القرآنية من صنف العلم الشهودي

12:15 - September 27, 2025
رمز الخبر: 3501769
بغداد ـ إکنا: كانت معارف القرآن معلومة بتمامها لدى علي بن أبي طالب (ع)، فإنّ علمه بالمعارف القرآنية ليس من قبيل العلم الحصولي، وإنّما من صنف العلم الحضوري والشهودي.

بالقرآن الكريم وسنّة المعصومين (عليهم السلام) لمعرفة النظرة الكونية للإمام علي  (ع)، لكي نقف من ثمّ على كيفية حياته وحقيقتها وسنخ سيرته وسنته (عليه السلام).

إنّ القرآن الكريم الذي يعدّ أهم كتاب سماوي له الهيمنة والسيطرة والسلطة على جميع الصحف الإلهية السابقة: {مصدقاً لما بين يديه} [البقرة/97]، و {مهيمناً عليه} [المائدة/47]، وهو الحبل الإلهي الممدود، أحد طرفيه، وهو العربي المبين، بيد الناس، وطرفه الآخر عند الله تعالى، وهو المنزّه عن الوضع واللّغة والاعتبار والمفهوم والمعنى الذهني: {إنّا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون * وانّه في أم الكتاب لدينا لعليّ حكيم} [الزخرف/3و4].


إقرأ أيضاً:


هذه الصحيفة المهيمنة، مع ما فيها من بطون وتأويلات وظهور وتنزيلات، هي مشهودة لدى إنسان كامل كعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقد ورد عن الرسول الأعظم (ص) بعد أن سُئل عن قول الله عز وجل: {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}[الرعد/43]، قال: "ذاك أخي علي بن أبي طالب"(7).

ولما كانت معارف القرآن معلومة بتمامها لدى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإنّ علمه بالمعارف القرآنية ليس من قبيل العلم الحصولي، وإنّما من صنف العلم الحضوري والشهودي.

ولما كان القرآن الكريم هو كتاب الله التدويني، والعالم الخارجي هو كتابه التكويني، وأنّ هاتين الصحيفتين متناسقتان ومنسجمتان تماماً ـ بحيث لو تمثّل القرآن بصورة، تكوينية، لأصبح هذا العالم المشهود، ولو تجلّى العالم المشهود على هيئة كتاب مدوّن، لأصبح هذا القرآن الكريم ـ فإنّ من يتوفر على العلم الشهودي بجميع أبعاد القرآن يتوفر أيضاً على علم حضوري بأسرار عالم التكوين ورموزه.

وصنّف القرآن الكريم المتّقين والحائزين على درجة القرب الإلهي في منزلة "أصحاب الميمنة" و"الأبرار" و"المقربين"، وعدّ منزلة المقربين الدرجة الأعلى، ومن علاماتها إشراف المقربين واطّلاعهم على خفايا الأبرار.

بقلم الكاتب وعالم الدين العراقي "الشيخ   عبدالكاظم مجيد حبيب الاسدي"

captcha