ایکنا

IQNA

على أعتاب الذكرى السنوية الثانية لعملية طوفان الأقصى؛

حفظ القرآن؛ مصدر الإيمان والأمل بين اللاجئين في غزة

14:50 - October 01, 2025
رمز الخبر: 3501838
طهران ـ إکنا: لقد مرّ ما يقارب سنتين على بدء عملية طوفان الأقصى، وخلال هاتين السنتين شهدنا أبشع الكوارث الإنسانية من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، ومع ذلك، فإن أنس أهل غزة بالقرآن جعلهم يبقون صامدين ومتفائلين في ظلّ كلام الوحي.

إن الذكرى السنوية الثانية لعملية طوفان الأقصى، ستكون في 7 أكتوبر 2025. هذه العملية دفعت الكيان الصهيوني الغاصب والقاتل للأطفال، بحجة الخسائر التي تكبدها، إلى ارتكاب أبشع الجرائم البشرية في قطاع غزة لمدة تقارب السنتين حتى أنه بعد مرور عامين أستشهد أكثر من 65 ألف مواطن من أهل غزة الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال.

ورغم كل هذه المصائب، إلا أن أهل غزة ما زالوا واقفين بشجاعة وصمود، ولا شك أن أحد عناصر هذا الروح القوية هو ارتباطهم بالقرآن الكريم وكلام الوحي.

في قلب قطاع غزة، حيث تلقي الحرب والحصار بظلالهما على الحياة اليومية، لا يزال نور القرآن يسطع. على الرغم من كل الصعوبات، أصبحت هذه الأرض واحدة من أكبر مراكز حفظ القرآن في العالم.

إقرأ أيضاً:

وفقاً لتقارير دائرة الأوقاف الإسلامية في غزة، فقد شارك أكثر من 40 ألف شخص في برامج حفظ القرآن منذ عام 2006 حتى الآن، وتشير بعض الإحصائيات إلى وجود ما لا يقل عن 50 ألف حافظ للقرآن الكريم كاملاً في هذه المنطقة.
حفظ القرآن؛ مصدر الإيمان والأمل بين اللاجئين في غزة
إحدى أبرز مظاهر ارتباط أهل غزة بالقرآن الكريم هي فعالية "صَفوَةُ الحُفّاظ"، وهي مناسبة يتلو فيها حفاظ القرآن الكريم كامل القرآن عن ظهر قلب في جلسة واحدة.
 
في الدورة الثانية لهذا الحدث، والتي أُقيمت قبل حوالي شهرين من السابع من أكتوبر 2023، اجتمع 1471 حافظاً للقرآن في ثلاثة مساجد كبيرة في غزة لأداء الاختبار.
 
واستمرت هذه الفعالية من أذان الفجر حتى أذان المغرب، حيث كان كل حافظ يتلو حفظه كاملاً أمام الأستاذ وتمنح هذه الطريقة في الحفظ، والتي تختلف عن الطرق المتبعة في إيران وغيرها من الدول، أجواء روحانية ومميزة للجلسة.
 
بعد إقامة هذا الحدث، أشاد الشهيد "إسماعيل هنية"، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، به ووصفه بأنه ظاهرة فريدة في التاريخ.
 
بعد السابع من أكتوبر، تم تدمير مسجد الشافعي ومسجد التقوى في قطاع غزة، مكان إقامة "صفوة الحفاظ 2"، بالكامل، كما تمّ تهجير ملايين الأشخاص ودُمّر حوالي 70% من المباني السكنية. وفي قلب هذه الكارثة، طُرح هذا السؤال: هل ستسقط راية هذه الحركة القرآنية؟ هل سيُقام حدث "صفوة الحفاظ 3"؟
حفظ القرآن؛ مصدر الإيمان والأمل بين اللاجئين في غزة
لكن شعب غزة قدّم إجابة واضحة للعالم؛ بإرادة قوية وإيمان راسخ، أُقيمت فعالية "صفوة الحفاظ 3" في شمال قطاع غزة، حيث كانت المباني مدمرة، لكن نور القرآن ظلّ يضيء في القلوب، وبقيت راية هذه الحركة القرآنية مرفوعة.

في العامين الأخيرين، لفت الإيمان الغريب لأهل غزة وارتباطهم بالقرآن انتباه وسائل الإعلام والناس في جميع أنحاء العالم. انتشرت العديد من المقاطع من هذه الأرض تظهر كيف أن نور القرآن يضيء القلوب حتى في خضم الحرب والدمار، مما أدهش الكثيرين حول العالم؛ أولئك الذين تشجعوا على تلاوة القرآن بسبب إيمان وصمود أهل غزة، وبعضهم اعتنق الإسلام.

ويروي الصحفي الغزي، "صالح جعفراوي" تجربته الملهمة، والذي أدت قراءته للقرآن في ظروف الحرب القاسية إلى اعتناق زوجين أمريكيين الإسلام، يروي قائلاً: "شان، من أمريكا، بعد أن شاهد تلاوتي للقرآن وسط القصف والدمار، أرسل لي رسالة وقال "عندما رأيت كيف تقرأ آيات القرآن، شعرت بشعور غريب وتساءلت بماذا يؤمن هؤلاء الناس؟ وعندما بحثت وتعرفت على الإسلام، أسلمت."

captcha