
وأشار إلى ذلك، المقرئ والمحكم الدولي الإيراني "الحاج أحمد أبو القاسمي"، قائلاً إن
مسابقة "زين الأصوات" القرآنية التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي في مدينة قم المقدسة تعدّ بداية مهمة لإحداث تحول في مجال المنافسات القرآنية، واعتبر إقامتها خطوة في طريق نشر الثقافة الأصيلة
للقرآن الكريم.
وقال: "إن المجتمع بحاجة إلى نماذج وأبطال تخلقهم ساحات المنافسة النزيهة من أجل التقدّم، ومسابقة "زين الأصوات" تخلق هذه الفرصة الاستثنائية لاكتشاف
المواهب القرآنية اللامعة وتعريفها للمجتمع."
وأضاف: "في الجمهورية الاسلامية الايرانية، لايتم الاستفادة من قدرات القرّاء بقدر الإمكانيات المتوفرة، وهذا الأمر قد يؤدي إلى انخفاض الدافع لدى أولئك الذين سلكوا هذا الطريق الشاق، فالقارئ يحتاج إلى مجالات متعددة لعرض قدراته من أجل الحفاظ على حماسه ومواصلة جهوده".
إقرأ أيضاً:
وأشار إلى أنه في العديد من المناسبات العامة والخاصة، لا يتم استغلال القدرة الفريدة
لتلاوة القرآن لخلق جو روحي، قائلاً: "إن التجارب الميدانية قد أظهرت أنه في كل محفل وجدت فيه تلاوة القرآن مكانتها الحقيقية، استقبلها الجمهور بحماس كبير. ومن الطبيعي أنه عندما لا تتوفر هذه الأجواء للقارئ، فإن الحافز والأمل اللازمين لديه سينخفضان".
واعتبر أحمد أبو القاسمي مسابقات "زين الأصوات" القرآنية حلّاً رئيسياً لتعويض هذا النقص، مؤكداً أن هذه المنافسات تمنح الشباب الدافع والهدف، وتوفّر معياراً دقيقاً لتقييم مدى نموهم الشخصي.
واستطرد المقرئ والمحكم الايراني في المسابقات القرآنية الدولية، قائلاً: "يكتسب المشاركون في هذه المسابقة الاستعداد والخبرة اللازمة للمشاركة في المحافل الدولية للقرآن".
وأضاف أن "النقطة المميزة لمسابقة "زين الأصوات" القرآنية الوطنية هي إدارتها من قبل القطاع الخاص. هذه الميزة تمنح أمانة المسابقة المرونة والجرأة اللازمة لتنظيم حدث قرآني كبير دون مواجهة الهياكل التقليدية، وتصميم نماذج وأشكال جديدة ومبتكرة تماماً للمنافسة."
وصرح المقرئ الدولي هذا: "لدينا مقترحات محددة لتحسین مستوى جودة هذه المسابقة ونأمل بالتعاون مع جميع المؤسسات ذات الصلة، أن نشهد ترسيخ هذا الحدث القيم في تقويم الأنشطة القرآنية للبلاد".
وأكد أحمد أبوالقاسمي على دور وسائل الإعلام في الترويج لمثل هذه الأحداث، قائلاً: "إذا قدمت وسائل الإعلام، بلغة الفن والشعور والتخصص، انعكاساً صحيحاً للجهود القرآنية، فمن المؤكد أن دافع جيل الشباب لدخول هذا المسار سيتضاعف عدة مرات. يمكن أن يترك تيار وسائل الإعلام الشعبية، والبث المباشر للتلاوات، ونشر الأفلام الوثائقية القصيرة عن حياة القراء الشباب أثراً دائماً في أذهان المجتمع ويجلب القرآن من الفضاء المحدود للمحافل الخاصة إلى قلوب الناس".
هذا ويذكر أن المرحلة النهائية من الدورة الأولى لمسابقة "زين الأصوات" القرآنية الوطنية، أقيمت يومي الأربعاء والخميس الماضيين 1 و2 أكتوبر الجاري من قبل مؤسسة آل البيت (ع) القرآنية ـ الثقافية في مدينة "قم المقدسة"(جنوب العاصمة الايرانية طهران)، وذلك بهدف اكتشاف ورعاية المواهب الشابة في مجال تلاوة القرآن الكريم.