
وإنطلقت مسابقة القرآن الكريم
و
السنة النبوية الأولى في جمهورية البرازيل لعام 2025 م / 1447هـ، وذلك برعاية وزارة
الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية.
عناية الأسر المسلمة في البرازيل بالقرآنوحول عناية الأسر البرازيلية
بالقرآن الكريم، قال الدكتور عبدالحميد متولي، رئيس المركز الإسلامي العالمي
للتسامح والسلام في البرازيل وأمريكا اللاتينية، إن من أعظم نعم الله تعالى على المسلمين في ديار المهجر أن تبقى بيوتهم عامرة بكتاب الله تلاوةً وحفظًا ومدارسةً، رغم بُعدهم عن مواطن نشأتهم وأصولهم.
وتابع: "في البرازيل، حيث تتنوع الأعراق والثقافات وتذوب الهويات في بوتقة المجتمع الكبير، نرى الأسر المسلمة تبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على صلة أبنائها بالقرآن الكريم؛ فهو الرابط الأقوى لهويتهم ولغتهم ودينهم»".
وأكمل: "لقد لمستُ خلال عملي في الدعوة وخدمة الجالية الإسلامية في البرازيل، كيف تحرص الأمهات والآباء على جعل المصحف جزءًا أصيلًا من يوميات أبنائهم، فيبدأ الطفل منذ نعومة أظفاره بسماع التلاوة في البيت، حتى لو لم يفهم كل الكلمات، ليألف قلبه نغمة القرآن قبل أن يتعلم حروفه. ثم يكبر ليشارك في حلقات التحفيظ في المساجد والمراكز الإسلامية، والتي صارت بحمد الله منتشرة في مدن عدة، يقودها أئمة وقراء متقنون".
وبيّن أن من الظواهر اللافتة في هذه البلاد، أن أذن الجيل الجديد قد تشرَّبت – بفضل الله – جمال الأصوات المصرية العريقة التي حملت للعالم عبق التلاوة وخشوعها. فكثيرًا ما تجد الأطفال والشباب هنا يقلّدون أصوات شيوخ مصر القدامى: كالشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل، رحمهم الله جميعًا. وكأنما صار هؤلاء القراء مدارس متجددة تُلهم الناشئة في أقصى الغرب الإسلامي كما ألهموا الأجيال في المشرق.
بل إن بعض الأسر تحرص على أن يُسمع أبناؤها تسجيلات التلاوات القديمة قبل النوم، حتى تتشكل أذن قرآنية نقية تتذوق الجمال الصوتي قبل أن تخوض دروس التجويد النظرية. وهذا – بلا شك – انعكس على طريقة تلاوة أبنائنا في المساجد، حيث ترى حلاوة المقامات، وصفاء النبرة، وحضور الخشوع، على الرغم من أن البيئة المحيطة بهم بعيدة عن اللغة العربية وأساليبها.
وشدد على أن هذا الحرص المبارك من الأسر المسلمة في البرازيل، وما نشهده من ازدياد أعداد الحلقات القرآنية، وتنافس الأبناء في الحفظ، وتعلقهم بالقراء الكبار ومحاكاة أصواتهم، يمثل رسالة واضحة بأن القرآن الكريم هو الحصن الذي يحمي هوية المسلم أينما حل وارتحل، وأنه سيبقى بفضل الله منارة هدى ونور، تتوارثه الأجيال رغم تحديات الغربة والاندماج.
المصدر: newsroom.info