
تعليقاً على التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين في لبنان البيان التالي:
قام العدو الصهيوني بالأمس بتصعيد اعتداءاته على لبنان ممارساً نوعاً جديداً، وهو التوغل الأرضي والدخول إلى مؤسسة رسمية هي بلدية بليدا، وقيامه بقتل الموظف في البلدية الشهيد إبراهيم سلامة، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701. والغريب أن قوات اليونيفيل لم تحضر للمساعدة على الرغم من استدعائها، ما يطرح جدياً الفائدة من هكذا قوة كل همها البحث عن أسلحة ومراكز المقاومة ونقل المعلومات للعدو الصهيوني.
إقرأ أيضاً:
وهذا ما دفع أهالي بليدا لمنع دورية تابعة لليونيفيل من الدخول إلى بلدتهم احتجاجاً على تآمرها مع العدو الصهيوني، وتحميلاً لها لمسؤولية مشتركة معه في قتل الشهيد إبراهيم سلامة.
ولم تقتصر انتهاكات العدو الصهيوني على هذا الأمر، بل قامت قوة معادية تابعة له بالدخول الى بلدة العديسة عند الرابعة فجراً، وتفخيخ مبنى الحسينية وتفجيره بالكامل، ما أدى الى قطع الطريق وسط البلدة، هذا إضافة إلى قيام الطيران الحربي للعدو الصهيوني بشن سلسلة غارات استهدفت المناطق الحرجية في الدمشقية وأطراف الجرمق والعيشية والمحمودية في استباحة فاضحة للأجواء والاراضي اللبنانية.
واستيقظ أهالي بيروت والضاحية الجنوبية اليوم على أصوات المسيرات الصهيونية التي تتجول في أجواء العاصمة وضواحيها، كل هذه الانتهاكات لا يُكتفى معها بالإدانات الشفهية وعبارات الاستنكار من الدولة، بل تفرض موقفاً حاسماً يدعو مجلس الأمن للانعقاد ليضع حداً لهذه الانتهاكات، وليُكَلفْ الجيش اللبناني المسؤول عن حماية الحدود بالرد على أي انتهاك للأراضي اللبنانية والتعامل معها عسكرياً، وإلا فما هي مبررات وجوده في الشريط الحدودي؟ هل هي فقط للعمل على البحث عن سلاح المقاومة والقيام بتدميره كما يفعل الآن؟ أم أن مسئوليته الوطنية هي الدفاع عن حياض الوطن وتأمين سلامة المواطنين والتعامل مع أي خرق صهيوني بإجراءات عسكرية رادعة؟ ونحن نعلم أن الجيش يمكن له أن يقوم بهذه المهمة شرط وجود قرار سياسي من الدولة التي لم تصدر هكذا قرار إلى الآن.
وإذا كانت هذه طريقة التعامل مع الاعتداءات الصهيونية، فكيف يمكن للمواطن الجنوبي أن يأمن في بيته عندما تعمل الدولة على سحب سلاح المقاومة؟! مع عدم وجود وعد من القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لمنع الاعتداءات الصهيونية، بل أن توم براك صرح بأن أمريكا ليست في وارد الضغط على الكيان الصهيوني لوقف اعتداءاته.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وإزاء هذه التطورات الخطيرة نعلن ما يلي:
أولاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن العدو الصهيوني قد تمادى في اعتداءاته وأن دخوله إلى مركز بلدية بليدا واغتياله للمواطن الموظف في البلدية الشهيد إبراهيم سلامة هو خرق فاضح للقرار 1701، ولاتفاقية وقف إطلاق النار وهذا يوجب على الدولة اللبنانية القيام بواجباتها واتخاذ الخطوات التي تؤدي إلى ردعه عن هكذا أعمال لاحقاً.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام قوات العدو الصهيوني بالتوغل داخل بلدة العديسة وتفخيخه حسينية البلدة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل وقطع الطريق في وسط البلدة، واعتبر أن هذا الاعتداء يمس مركزاً دينياً بعيداً عن أي استخدام عسكري والهدف منه تفريغ البلدة من كل إمكانيات الاستقرار داخلها، وهذا أيضاً يفرض على الدولة اللبنانية اتخاذ اجراءات رادعة.
ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن التعامل مع هكذا خروقات يحتاج إلى قرار جريء من الدولة اللبنانية، يقتضي إعطاء القرار السياسي للجيش اللبناني للتصدي العسكري لكل محاولات التقدم للعدو الصهيوني، وبذلك يرتدع عن التمادي في خروقاته، ولا حل آخر أمامنا وسط إهمال وإغفال واضحَيْن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الضامنة للقرار 1701 وقرار وقف إطلاق النار.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بخرقه لوقف إطلاق النار في غزة وقيامه بالأمس بإطلاق النار على المواطنين ما أوقع شهداء وجرحى، وهذا يعطي للمقاومة الفلسطينية الحق بالرد على العدو الصهيوني الذي لا يُعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار لأنه من باب الحق المشروع في الدفاع عن النفس.