
وقال "الدكتور عبد الفتاح عاشور" أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف إنّ القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد ودستور الحياة الذي أضاء للبشرية دروب الهداية؛ فهو كلام الله المنزل على الرسول الأعظم(ص) لهداية القلوب وتقويم السلوك وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومعرفة أول ما نزل منه وآخر ما نزل ليست مجرد معلومة تاريخية بل نافذة على مسيرة هذا الدين العظيم منذ فجر الوحي حتى اكتمال الرسالة.
إقرأ أيضاً:
وأشار عاشور خلال حواره في برنامج (رأي الدين) إلى أن أول ما نزل من القرآن الكريم كان قول الله تعالى "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" وهي الآيات الخمسة الأولى من سورة العلق نزلت على النبي(ص) وهو في غار حراء في لحظة فاصلة غيّرت مجرى التاريخ الإنساني؛ وبهذه الآيات بدأت رحلة الوحي وأعلن الله بداية عهد جديد يقوم على العلم والقراءة والتفكر في خلق الله وكانت الكلمة الأولى "اقرأ" نداءً للعلم والعقل وبدايةً لحضارة قوامها الفكر والإيمان معاً.
وأوضح أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر أنه بالنسبة لآخر ما نزل من القرآن الكريم فقد اختلف العلماء في تحديده لكن الراجح أن آخر آية نزلت هي قوله تعالى "واتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله ثم تُوفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون" [البقرة: 281] نزلت قبل وفاة النبي(ص) بتسع ليالٍ لتعلن اكتمال الرسالة وتذكّر الأمة بأن المرجع إلى الله وأن العمل الصالح هو زاد المؤمن في رحلته الأبدية.
 وأضاف أنه بين أول آية وآخر آية تمتد مسيرة الوحي ثلاثة وعشرون عاماً من التعليم والجهاد والدعوة والرحمة فيها اكتمل الدين وتمّت النعمة كما قال الله سبحانه وتعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"، فكانت هذه المسيرة المباركة مدرسةً في الإيمان والصبر واليقين.
وأكد الدكتور بجامعة الأزهر في ختام حديثه أن معرفة أول وآخر ما نزل من القرآن تفتح أمامنا رؤية واضحة لمسيرة هذا الدين؛ فقد بدأ بالعلم والإيمان وخُتم بالتقوى والمحاسبة، وكأن الله أراد أن يربط بين بداية الإنسان بالعلم ونهايته بالرجوع إلى الله.
المصدر: maspero.eg