
وشدّد
إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في
الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، في خطبته الأخيرة قبل الانتخابات، على أنّ مسؤولية اختيار المرشح تقع "كلياً على الناخب"، مؤكداً أنّ العلماء والمراجع "لا يتابعون رغبات شخصية، بل يؤدون تكليفاً شرعياً ببيان الحق والباطل".
وقال
آية الله السيد ياسين الموسوي إنّ الناخب اليوم يحدد "هل يقرّب أو يبعد وقت الظهور"، داعياً إلى ترك الولاءات العشائرية والعائلية والشخصية، معتبراً أن اختيار المرشح على أساس القرابة أو الوعود أو المصالح "يُحمِّل الفرد ذنباً أمام الله ولا يبرّئ ذمته".
وأضاف أن العراق يعيش "صراعاً دائماً مع الدول الكبرى"، محذّراً من أن "أيّ سوء تقدير قد يؤدي إلى انتكاسة تشبه انتكاسة داعش، وسيتحمّل الشعب مسؤوليتها".
ووصف إمام جمعة بغداد النظام السياسي القائم بأنه "نظام محتل من النظام الأمريكي"، موضحاً أنّ مقدّرات الكهرباء والماء والصناعة والتجارة "ليست بيد الحكومات المتعاقبة، بل بيد الولايات المتحدة". كما انتقد الوعود الانتخابية بالخدمات، معتبراً أنها "كذب لأن الأمور ليست بيدهم".
وفي حديثه عن الصراع الإقليمي، قال إن الولايات المتحدة و"حلفاءها الإقليميين" يفرضون مسارات سياسية في سوريا تمتد من القنيطرة إلى السويداء ودرعا وصولاً إلى حدود العراق ولبنان وفلسطين، محذّراً من مشروع منطقة "منزوعة السلاح" تُدار عملياً من قبل قواعد أمريكية "دفاعاً عن
الكيان الصهيوني".
كما كشف عن اتصالات بين مسؤولين أمريكيين ووزير الخارجية العراقي الذي وصفه بأنه "صُنع أمريكي 100%" لتحذير بغداد من أن "أيّ مسار انتخابي لا يرضي واشنطن سيقود إلى حرب".
وانتقد آية الله الموسوي ما وصفه بـ"امتيازات الطبقة التنفيذية"، قائلاً إن المسؤولين يتمتّعون بحمايات وسيارات خاصة وامتيازات لا يحصل عليها المواطن، محذّراً من أن استمرار هذه المعادلة "لن يمرّ بلا حساب إلهي".
وتوقف السيد الموسوي مطوّلاً عند ملفات اقتصادية عدّها "كارثية"، منها: مشروع نقل النفط عبر الأردن وصولاً إلى إسرائيل، منح مشروع ميناء الفاو لشركة إماراتية "يرتبط مالكها بإسرائيل"، الخلافات حول خور عبدالله والزبير، استيراد بضائع تركية بقيمة 12 مليار دولار سنوياً مرشّحة للارتفاع إلى 20 مليار، مشاريع "الجسور والمجسرات” التي قال إنها زادت اختناق بغداد، أراضٍ مخصّصة للمنتزهات تحوّلت إلى ملكيات تجارية وبحث تسليم جزء من صحراء المثنى للسعودية.
وفي انتقاد القادة المحليين، قال إن بعض المسؤولين العراقيين استقبلوا "الجولاني" وصوّروه على أنه تغيّر، فيما كان الأخير يسعى لرفع حكم الإعدام عنه في مجلس الأمن. وأضاف أن قبول مسؤولين عراقيين بمثل هذه اللقاءات "تخلٍّ عن السيادة".
وفي ختام خطبته، دعا آية الله السيد ياسين الموسوي العراقيين إلى انتخاب "نواب شجعان، لا يبحثون عن امتيازات شخصية"، وأن يختاروا من "يفهم طبيعة الصراع ويعمل على تحرير الدولة"، محذراً من أن البرلمان هو الجهة التي ستختار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وتشرف على العملية السياسية، مؤكداً أنّ الخطأ في الاختيار هذه المرّة "لن يغتفر".