ایکنا

IQNA

حرمة الإجهاض من منظور القرآن والأخلاق

15:13 - December 01, 2025
رمز الخبر: 3502638
قم المقدسة ـ إکنا أشار أستاذ جامعة "باقر العلوم (ع)" في قم المقدسة إلى وجهات نظر بعض المؤيدين والمعارضين للإجهاض، مؤكداً أن جواز الإجهاض أو الحكم بحرمته نابع من نوع الرؤية الكونية للأفراد؛ فالمؤيدون يعتبرون الإنسان مثل الحيوان ويطلقون عليه اسم الشخص، بينما القرآن سمّى الإنسان أشرف المخلوقات.

وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ علي رضا آل بويه"، الأستاذ في الحوزة العلمية والجامعة، في الندوة العلمية التمهيدية الثانية عشرة للمؤتمر الدولي لـلتحليلات الأخلاقية لمدافعي الجنين، والتي أقيمت بعنوان "الإجهاض ومكانة الإنسان في الوجود" في إیران.

وقال: "بما أن أذهاننا متداخلة بالأحكام الفقهية، فإن التصور الأولي هو أن الاستناد إلى الآيات القرآنية والروايات يقتصر على المسائل الفقهية والحكم الشرعي، لم أتناول قضية الإجهاض من منظور القرآن، بل لدي نظرة عقلية - نقلية لهذه القضية".

وأضاف: "في موضوع الإجهاض من منظور الشريعة الأخلاقية هناك عدة مواضيع؛ أحدها أن قتل الإنسان أمر غير صحيح، والقرآن أيضاً اعتبره غير صحيح، والآن يوجد هذا السؤال: هل الجنين يُعتبر أساساً إنساناً؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، يُطرح سؤال آخر: متى يُعتبر الجنين إنساناً؟"


إقرأ أيضاً:


وأضاف الأستاذ بجامعة باقر العلوم(ع) في مدينة قم المقدسة: "المناقشة الأخرى هي توضيح مكانة الإنسان والحيوان، لأننا يجب أن نحدد مكانتهما بناءً على موقعهما في نظام الوجود؛ لذلك، النوع الآخر من النقاش هو تحديد مكانة الإنسان من منظور القرآن الكريم وتناول الإجهاض من هذا المنظور. النوع الثالث هو استخدام كلمة "هبة" في القرآن، والتي وردت 19 مرة، و15 منها تتعلق بالطفل والجنين كهبة إلهية."

وتساءل الشيخ آل بویه هل قتل الجنين مثل قتل الإنسان صحيح أم لا؟ قائلاً: "قبل كل شيء، النظرة التي نملكها تجاه الإنسان تؤثر في الإجابة على هذا السؤال؛ فقد يقول البعض إنهم لا يؤمنون بأي دين، ولذلك فإن أوامر الدين في هذا المجال ليست ذات صلة بالنسبة لهم. ولكن في رأيي، حتى أولئك الذين لا يؤمنون بالله يعتبرون العدل أمراً جيداً، والظلم والكذب أموراً سيئة؛ ولهذا فإن القيم الأخلاقية مثل الأمانة والوفاء بالعهد وغيرها هي قضايا فوق الدينية ومبنية على الفطرة الإنسانية."

قال أستاذ الحوزة العلمية والجامعة، متسائلاً عما إذا كانت نهاية الإنسان هي العدم والفناء: "إذا قبلنا أن نهاية الإنسان هي العدم، فإن كل عمل غير أخلاقي يمكن تبريره. أما إذا قبلنا أن الإنسان قد خُلق لغاية وأهداف سامية، فإن وجهة نظرنا ستتغير. هذه المسألة قابلة للنقاش من منظور فلسفي ولاهوتي، وفي هذا السياق، ستكون موضوعات مثل: كيفية حياة الإنسان بعد الموت، وكيفية العلاقة بين حياة الدنيا والآخرة، وكيفية الحياة بعد الموت، وقيمة الإنسان ومكانته في الكون، جديرة بالتأمل".

وأكد الشيخ آل بويه: "يمكن استنتاج من الآيات القرآنية أن الإنسان نسيج مختلف عن سائر المخلوقات، ولا يمكن مقارنة شأنه ومكانته بسائر المخلوقات. النقطة الأولى في آيات القرآن هي أن الإنسان مخلوق ونفخ فيه الروح الإلهية، أي أن جميع المخلوقات هي خلق الله، ولكن في الإنسان نفخت الروح. وقد ذكر القرآن مراحل خلق الإنسان من النطفة والعلقة والمضغة و... وفي النهاية أكد: "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ". الله هو أحسن الخالقين في جميع الحالات، لكنه استخدم هذا التعبير في خلق الإنسان.

وفي الختام، أكد  أستاذ جامعة "باقر العلوم (ع)" في قم المقدسة: "عندما لم يخلق هذا العالم عبثاً، فإن الجنين أيضاً له حرمة، وإجازة الإجهاض لا تتوافق مع الآيات القرآنية والروايات".
حرمة الإجهاض من منظور القرآن والأخلاق

4320017

captcha