الإسلام يمنح أعلى مستوى من الحرية للإنسان
وأشار إلى ذلك، آية الله "السيد محمد رضا مدرسي يزدي"، الفقيه العضو في مجلس صيانة الدستور وممثل مجلس خبراء القيادة فی ایران في الكلمة التي ألقاها اليوم الأربعاء 3 ديسمبر الجاري في ختام المؤتمر الدولي لـ"حقوق الأمة والحريات المشروعة في المنظومة الفكرية لسماحة آية الله العظمى الخامنئي" بالعاصمة الايرانية طهران.
في معرض حديثه عن مكانة المشورة في الإسلام، قال آية الله مدرسي يزدي: "الإمام علي(ع) أكدّ في قوله ضرورة المشورة العادلة، وإن أحد المبادئ الأساسية في الإسلام هو مبدأ "المشورة" الذي يُعد أساس إدارة المجتمعات."
إقرأ أيضاً:
وأضاف: "قد قال الله تعالى "وأمرهم شورى بينهم"، أي أن أمور الناس يجب أن تُدار من خلال الشورى، حتى الرسول الاعظم (ص)، أُمر بالتشاور مع الناس."
وأردف مستشهداً بأمثلة من سيرة النبي (ص)، وقال: "في غزوتي بدر وأحد، رغم أن رأي النبي (ص) كان مختلفاً عن رأي الأغلبية، فإنه طالما لم يكن رأيهم مخالفاً للحكم الإلهي القطعي، فقد قبل النبي (ص) برأي الأغلبية."
وأكدّ: "إن الدين الإسلامي هو دين يمنح أعلى مستوى من الحرية للناس، ويضع القيود من أجل الحفاظ على الحرية العقلانية والسليمة للأفراد؛ سواء كانت حرية سياسية أو اقتصادية أو في المجالات الأخرى."
وفي الجزء الأخير من كلمته، أشار آية الله مدرسي يزدي إلى فلسفة الأحكام الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالحجاب، قائلاً: إذا وضع الإسلام قيودًا بشأن الحلال والحرام، أو الكسب غير المشروع، أو مراعاة الحجاب للنساء، فليس ذلك من باب التشدد؛ بل هو للحفاظ على الحرية الحقيقية. أساس الدين هو اليسر، والله يريد اليسر لعباده.النساء اللاتي يحافظن على حجابهن يحمين في الحقيقة حريتهن وكرامتهن ويتحررن من أسر النفس والنظرات الخاطئة. كما أن الرجال، بالالتزام بالحدود الإلهية، يحققون لأنفسهم خير الدنيا والآخرة.
وأكد على دور التقوى في صحة الفرد والمجتمع قائلاً: التقوى هي عامل تحرير الإنسان من كل عبودية لغير الله. خير الدنيا والآخرة لا يتحقق إلا في ظل التقوى، وبدونها لن ينال الإنسان أي خير.
يُذكر أن المؤتمر الدولي لحقوق الأمة والحريات المشروعة في المنظومة الفكرية لسماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله الوارف) أقيم اليوم الأربعاء 3 ديسمبر / كانون الأول 2025 م بهدف "إعادة قراءة فكر وسيرة سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله الوارف) في مجال حقوق الأمة والحريات المشروعة"، و"رسم النظام الأمثل لحقوق الأمة والحريات المشروعة بناءً على فكر سماحة آية الله العظمى الخامنئي (مد ظله العالي)"، و"ضمان وحماية حقوق الأمة والحريات المشروعة وكيفية الارتقاء بها بناءً على آراء وأفكار سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله الوارف)".
عُقد هذا المؤتمر بجهود مركز أبحاث مجلس صيانة الدستور في إیران ومؤسسة "الثورة الإسلامية" الثقافیة ـ البحثية، وبالتعاون مع 36 جامعةً و22 مركزاً ومعهداً بحثياً.
