
وأكد سماحة
المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على أهمية إيصال مبادئ مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وتوضيح معالمها وبيان مرتكزاتها الفكرية والعقائدية الى الشعوب الغربية خاصة وبما يتناسب مع الفهم المعاصر وبما يتلائم مع الرسالة العالمية لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) التي تمثل الامتداد الشرعي الطبيعي لرسالة الدين الإسلامي العظيم.
ودعا سماحتُهُ (دام ظله) - خلال إستقباله لنخبة من الأطباء والمهندسين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) والمقيمين في الولايات المتحدة بمكتبه في النجف الاشرف - الى ترسيخ الفهم الواعي لهذه الرسالة السماوية وتوظيفها في ظل الصراع الجاري والتحديات التي تواجه المذهب الحق، للتعريف بأبعادها وخصائصها السامية، عملاً بالحديث الشريف الوارد عن
الامام الرضا (عليه السلام) حيث قال: رحم الله عبداً أحيا امرنا فقلت: وكيف يُحيى أمركم، قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن حديثنا لاتبعونا.
وتطرق سماحتُهُ الى الدور المهم الذي يمكن أن تؤديه إقامة
الشعائر الحسينية خاصة في الدول الغربية، ببعديها الفكري والعاطفي فهو من أجلى مصاديق إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)، فالجانب العاطفي يتمظهر في إقامة مجالس العزاء وتوزيع الطعام ومساعدة المحتاجين واغاثة الملهوف، اما الجانب الفكري فله عدة مصاديق منها بيان حقائق سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومواقفهم وسلوكهم وطريقة التعاطي مع الوقائع والاحداث التي كانت في زمنهم (سلام الله عليهم) ... باللغة المعاصرة التي تناسب فهم الشعوب.
إقرأ أيضاً:
وفي هذا السياق أشار سماحتُهُ الى جملة من المضامين التي ذكرها في خطابه الموسوم: (رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) العالمية ومسؤولية إيصالها) الذي ألقاه بمناسبة قرب حلول شهر المحرم الحرام من هذا العام وكان من مضامينها: أن الامام الحسين (عليه السلام) لم يخرج على حكومة يزيد منافسة في سلطة، ولا لعداء شخصي معه، ولا لتسليط الأضواء الإعلامية عليه ونيل الشهرة، وانما خرج للمطالبة بإقامة العدل ونصرة المستضعفين والمحرومين بعد ان عطّل يزيد الدستور الذي آمنت به الامة وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأستئثاره بثروات الامة، وتبديدها على شهواته ونزواته، ولعبثه في مقدسات الامة، ولإقصائه العلماء الصلحاء الاكفاء، وتقريبه التافهين وتسليطهم على ولاية أمور الامة، وغير ذلك من الذي بينه (عليه السلام) في احدى خطاباته العظيمة وهو في طريقه الى كربلاء.
ولفت سماحتُهُ (دام ظله) الى ضرورة أن يكون خطابنا وبياننا والمفردات التي نستعملها في تعريف حقائق مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) مناسبة لثقافة الناس ومستواهم الفكري وباللغة التي يفهمونها لأن رسالة الامام الحسين (عليه السلام) عالمية ولابد ان تصل الى جميع الناس.
وفي ختام حديثه مع الوفد الزائر ركزّ سماحتُهُ على تفعيل الجانب الإنساني والاغاثي والقيام بالمبادرات المتنوعة التي تغطي أحتياجات الفقراء والمعوزين المادية فانه من متبنيات الائمة المعصومين (عليهم السلام) حيث يمكن من خلالها بث الفكر والمعرفة والأخلاق وتوضيح مبادئ ومعالم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) للشعوب الغربية مستشهداً الى مبادرات التبرع في الدم في ذكرى وفيات المعصومين (عليهم السلام) وأغاثة أهلنا الصابرين الصامدين في غزة وغيرها التي سلطت الأضواء على قضايا الأمة المصيرية ولفتت الأنظار لها.